مفرح الشمري - عبدالحميد الخطيب - بشار جاسم - سماح جمال - ياسر العيلة
فقدت الأغنية الكويتية والخليجية والعربية أحد أعمدتها بوفاة المطرب الكبير عبدالكريم عبدالقادر (الصوت الجريح) الذي أثرى الساحة الغنائية بالكثير من الروائع الغنائية منذ الستينيات من القرن الماضي واستمر بعطاءاته الغنائية.
ورفض الراحل الكبير الخروج من الكويت إبان الغزو العراقي الغاشم على أراضيها وظل صامدا طوال فترة الغزو ليغني رائعته الوطنية «وطن النهار» التي كتبها الشاعر بدر بورسلي ولحنها الراحل سليمان الملا مع تحرير أرض الكويت من براثن الغزو الغاشم لتصبح من الأغنيات الخالدة.
وفي السنوات الأخيرة، تعرض (أبوخالد) لأكثر من وعكة صحية وتلقى العلاج في مستشفيات الكويت ومستشفيات دولة الإمارات العربية المتحدة الشقيقة ليدخل أخيرا مستشفى جابر الشهر الماضي بعد أن تعرض لوعكة صحية شديدة في التنفس واستقر فيه حتى وفاته.
ولد الراحل عبدالكريم عبدالقادر عام 1941، وعمل موظفا في وزارة الداخلية، ثم نقل خدماته إلى وزارة الإعلام - قسم الموسيقى، وتبناه أكثر من ملحن ومؤلف كانوا وراء معرفة الجمهور به، منهم الفنان يوسف المهنا الذي لحن له أغنية دينية بعنوان «شوقي سعى إلى المدينة».
ومن الأغنيات التي قدمها عبدالقادر في بداية حياته ولاقت استحسانا هي «تكون ظالم»، كلمات محمد محروس وعبدالرحمن البعيجان، و«سرى الليل يا قمرنا»، كلمات د.عبدالله محمد العتيبي وألحان أحمد باقر.
حزن وصدمة
ونعى نجوم الفن الكويتي والخليجي والعربي الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر بكلمات مؤثرة، حيث عبرت الاعلامية المخضرمة ماما أنيسة عن حزنها الشديد لرحيل «ابوخالد» صوت الكويت الذي لا يعوض وتجده في جميع المناسبات متواجدا دائما.
«الراحل عبدالكريم عبدالقادر مهما نقول عنه لا نوفيه حقه لعطاءاته الكثيرة في الساحة الغنائية رحمه الله وغفر له وأدخله فسيح جناته».
ومن جانبها قالت الفنانة القديرة حياة الفهد: عبدالكريم عبدالقادر أبكى العالم كله بأغنيته «وطن النهار» التي شدا بها للكويت، فهو كان وطنيا «زيادة عن اللزوم» ويضحي من أجل بلده، كما ان له أغاني أخرى خالدة ستظل في وجداننا ووجدان جمهوره.
الأمر صعب
بينما قالت الفنانة القديرة سعاد عبدالله: «منذ أسبوعين تحدثت معه هاتفيا وسولفنا معا، وكانت حالته جيدة، لكن هذا أمر الله، ودرب كلنا نمشيه، لكن لما الإنسان يفقد شخصا عزيزا عليه بيكون الأمر صعب جدا، رحمة الله عليك يا بوخالد».
خسارة كبيرة
وقال الشاعر القدير بدر بورسلي: خسارة كبيرة رحيل «بوخالد» ولكن هذه إرادة الله، «بوخالد» صديق عزيز وعلى قلبي وتعاونت معه بالكثير من الاغاني وأهمها أغنية «وطن النهار» التي غناها بإحساس كبير لا يمكن وصفه، أغنية دخلت قلوب أهل الكويت كلهم، رحم الله بوخالد وأسكنه فسيح جناته.
صديق عمري
أما الملحن د.عبدالرب ادريس فقال: الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر صديق عمري وكنا على تواصل دائم وقدمت معه العديد من الاغنيات التي تعتبر حاليا أغاني خالدة، الراحل من الفنانين الذين يدققون على كل كلمة يغنيها لأنه حريص على إسعاد جمهوره في الكويت والخليج والوطن العربي، ذكريات كثيرة جمعتني به، وما أقول الا الله يرحمك يا بوخالد ويدخلك فسيح جناته.
أعمدة الفن
وقال الكاتب بدر محارب: لاشك أن الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر أحد أعمدة الفن، ومن أبرز رموز الأغنية الغنائية الحديثة والتي واكبها منذ الستينيات، وقدم لها الكثير حتى وفاته، وتاريخه يشهد له من خلال غنائه للأعمال الوطنية والعاطفية وغيرها، وفنه لن يموته كونه عاصر كل هذه الأجيال وأثر فيها.
صديق الطفولة والشباب
من جهته، قال الفنان إبراهيم الصلال: كان الراحل صديقا لي منذ طفولتنا وشبابنا، وقدم أعمالا «حلوة وجميلة»، وستظل خالدة بالحركة الغنائية في الكويت والمنطقة كلها، وفقدانه اثر فينا جدا، لكن هذه إرادة الله عز وجل، ونسأله سبحانه وتعالى أن يغفر له ويدخله فسيح جناته.
علمنا الخلق والتواضع
بدوره، قال الفنان القدير نبيل شعيل: الكلمات تعجز أمام رحيل هذا الهرم الفني الكبير، لقد تعلمت منه الخلق والتواضع، والصدق في التعامل، لقد علمنا، رحمه الله، كيف يكون الفن الكويتي وكيف نرتقي به، وتعلمت من احترامه لفنه وجمهوره، رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جناته، وخالص التعازي وصادق المواساة لأسرته ومحبيه ولنا وللكويت جميعا.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
أما الفنان القدير عبدالله الرويشد، فقال: «رحمك الله أخي الكبير، رحمك الله يا غالي على قلوبنا، يا صوتنا، يا معلمنا، وعلم من إعلام بلادنا، خالص التعازي وصادق المواساة لأسرته ومحبيه ولنا وللكويت جميعا».
الصديق الصدوق
وقال الشاعر الكبير عبداللطيف البناي: الله يرحم الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، لقد كان الصديق الصدوق الذي لم ينسق يوما وراء الفن الهابط ولا الإغراءات المادية، فكان حريصا على تقديم فن حقيقي وصادق وكان يختار كلمات أعماله بعناية فائقة.
أما الشاعر الكبير ساهر فقال: (أبو خالد) كان قريبا من الكل وحبيب الجميع، ارتبطت حياتنا ومراهقتنا ونضوجنا بأعماله، عرفناه صادقا، حبيبا، طيبا ومحبا لفنه ومن حوله، تعاونا معا في اكثر من 15 عملا، كان آخرها منذ 7 شهور من خلال أغنية رياضية خاصة بنادي الكويت، وكنت اتواصل معه هاتفيا.. رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته.
ما راح ننساه
وقالت الفنانة نوال الكويتية: «رحم الله صوت (وطن النهار) وصوت قلوبنا عبدالكريم عبدالقادر، فقدت الكويت شخصا كبيرا اليوم ومعلما من معالمها، عمرنا ما راح ننسى هالصوت اللي ملك قلوبنا وكبرنا عليه، خالص التعازي لأسرته الكريمة ولنا جميعا».
نموذج راق
وتحدث الإعلامي علي خاجة: الفنان الراحل عبدالكريم عبدالقادر حالة فنية مختلفة على صعيد الموسيقى وعلى المستوى الإنساني، فلم نسمع أبدا طوال مسيرته الفنية عن خلاف وقع بينه وبين أي من زملائه، ورغم انه واحد من جيل الرواد الأوائل في الغناء والتلحين إلا أنه عندما كان يجمعه تعاون مع احد من الأجيال التالية لا نشعر بهذا الفارق بل يتعامل معهم على أساس أنهم زملاء وأنهم مساوون له، وهذا يعكس حالة من التواضع الجم.
وأكمل خاجة: على صعيد الأغنية الوطنية، فالفنان الراحل رسم مشاعرنا وعبر عنها في كل المراحل، ولم يقتصر ذلك على فترة التحرير بل كان كذلك في كل المراحل، وهذا ما شكل جانبا كبيرا من مشاعرنا، فـ«أبو خالد»، رحمه الله، كان نموذجا راقيا ولن يتكرر، وفقدناه جسدا ولكن أعماله ستبقى خالدة.
الأب الروحي
أما الملحن حمد الخضر، فقال: نعزي أنفسنا في فقدان الفنان الكبير الراحل عبدالكريم عبدالقادر، والذي يعتبر علما من أعلام الفن في الخليج والعالم العربي، وشخصيا اعتبره بمنزلة الأب الروحي لي، ولم يقصر معي منذ بداية دخولي الوسط الفني من خلال نصائحه ودعمه والتعاونات التي جمعتني به، وهو على الصعيد الإنساني صاحب قلب أبيض ولا توجد أي خلافات بينه وبين أي شخص والكل يحبه.
من جهتها، قالت الفنانة أحلام: «رحم الله الأستاذ الكبير الفنان عبدالكريم عبدالقادر وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأبناءه وذويه الصبر والسلوان، خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وللكويت، رحل صوت الزمن الجميل الذي نحبه، رحمك الله بوخالد».
مدرسة كبيرة
وحرصت الفنانة لطيفة على نعى أبوخالد، وقالت: «كنت وستبقى فنانا عظيما ومدرسة كبيرة مختلفة ستتعلم منها الأجيال، أعزى نفسى وأعزى كل محبيك ويصبر أهلك».
بينما قال الفنان أصيل أبوبكر: «رحم الله الأستاذ الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر وأسكنه فسيح جناته، وألهم أهله وأبناءه وذويه الصبر والسلوان، خالص العزاء والمواساة لأسرته الكريمة وللكويت».. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
علم خليجي وعربي
أما الفنان فايز السعيد، فقال: «فقدنا علما من أعلام الفن الخليجي والعربي الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، رحمة الله عليه، اللهم لا اعتراض، قدم الكثير للفن الراقي والمتزن وكان مثالا مشرفا للفن الخليجي والكويتي، الله يرحمك بوخالد».
وقالت الفنانة ديانا كرزون: «الصوت الجريح رحلت جسدا وبقيت صوتا وتاريخا لا يموت، رحمك الله بوخالد، أحر التعازي إلى أسرة الفنان القدير الراحل وإلى الوسط الفني الكويتي والعربي».
بينما قال المخرج هاني النصار: في البداية أتقدم بتعازيي الحارة لأسرة الفقيد وللحركة الفنية، فالفنان المرحوم يعتبر إرثا من موروثات الكويت وبمنزلة برج رابع من أبراج الكويت والتي تشتهر فيها الكويت، فإلى جانب تلك الأبراج الثلاثة هناك برج رابع متحرك يجول ويصول بفنه وأغانيه التي تلامس القلب والروح خاصة لجيلنا، حيث كانت مراهقتنا بحزنها وحلوها تتربى على صوت الصوت الجريح.
ولعلني أكون من المحظوظين من عشاق الفقيد بأني عملت معه كمخرج في اوبريت الكويت «قول وفعل» ورأيت أحد أهم نجومي المفضلين وجها لوجه لا بل تحدثنا كثيرا في أيام البروفات تجده إنسانا بكل معنى الكلمة متواضع بشكل كبير رغم نجوميته الطاغية على مستوى الخليج والعرب، من منا لا يتذكر أهم أغنية في تاريخ الكويت المفصلي (وطن النهار) الذي شجى بها بصوته الشجي والعذب ويجعلنا نبكي عندما نسمع كلمة (وطني) لقد كان اثره كبيرا على الحالة الفنية الغنائية في الكويت والخليج، وكان مطربها الأول والمفضل لجميع الأذواق.
و«الأنباء» تتقدم من أسرة الفقيد بأحر التعازي والمواساة، سائلة المولى عز وجل أن يرحم الفقيد ويغفر له ويدخله فسيح جناته وأن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان.. (إنا لله وإنا إليه راجعون).
«الإعلام» تنعى عبدالكريم عبدالقادر
نعت وزارة الإعلام ببالغ الحزن والأسى الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر الذي وافته المنية بعد معاناة مع المرض تاركا إرثا فنيا خالدا في تاريخ الأغنية الكويتية ورصيدا لا ينضب من المحبة والتقدير في قلوب عشاقه ومحبيه محليا وخليجيا وعربيا برحلة عطاء فني استمرت لأكثر من ستين عاما.
ونقلت المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعلام أنوار مراد في بيان صحافي تعازي ومواساة وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد ودعواته للمولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
وقالت مراد إن الراحل الكبير من بين أكثر الفنانين الذين كانت لهم بصمة على الساحة الفنية الكويتية نال من خلالها شهرة جابت أرجاء الوطن العربي الكبير بفنه الراقي وبصوته الأصيل، حيث قدم العديد من الأعمال الغنائية التي تمثل تراثا غنائيا تفخر به الكويت.
وأضافت مراد أن الكويت فقدت قيمة وقامة فنية كبيرة وفنانا ذا أخلاق عالية أجمع على حبه الجميع، داعية الله تعالى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته ويلهم أهله الصبر والسلوان.
آل الشيخ: فنان أصيل بهوية مميزة
نعى المستشار تركي آل الشيخ، رئيس هيئة الترفيه في المملكة العربية السعودية، الفنان الكبير الرحل عبدالكريم عبدالقادر، وقال في «تويتر»: «رحلت جسدا يا أبو خالد، لكن ستبقى محفورا في وجداننا وذاكرتنا، اليوم لن تبات الكويت حزينة فقط، آخر تواصل لي معك في تكريم طلال مداح وكنت يا أبوخالد مصرا بشكل كبير على المشاركة والحضور، وعرفت من أخي الشاعر خالد البذال عن ظرفك الصحي، وقلت لك مشاعرك واصلة وأتمنــى أن ترتــاح، وتفاهمت مع أخي خالد على الاستعداد لتكريم «الصوت الجريح» في أكتوبر او نوفمبر 2023 لكن إرادة الله سبقت كل شيء، والحمد لله على كل حال، لن أنسى ملحمة (وطن النهار) سنة 1991، اليوم فقدنا فنانا أصيلا بهوية مميزة لا يشبه أحد، رحم الله الفنان الكبير عبدالكريم عبدالقادر، وعزائي لعائلته الكريمة وكل محبيه في الكويت والعالم العربي، اليوم نفقد رمزا من رموز الأغنية الخليجية والعربية.. رحمك الله أبا خالد».
جموع غفيرة ودّعت «حبيب الوطن»
مفرح الشمري
وسط جموع غفيرة من زملاء درب ومحبين، يتقدمهم وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري، تم تشييع جنازة الفنان القدير عبدالكريم عبدالقادر (الصوت الجريح) في مقبرة الصليبخات، تاركا فراغا كبيرا في قلوب محبيه، وإرثا غنيا من الأعمال الخالدة، التي ستبقى عالقة في أذهان محبيه بالكويت والخليج والوطن العربي.
وشهدت قاعة العزاء تزاحما كبيرا من وسائل الإعلام المختلفة، المحلية منها والخليجية والعربية، ومن زملاء دربه في المجال الغنائي ومحبيه من مختلف اطياف المجتمع، وذلك تقديرا واحتراما لمشواره الفني الذي انطلق منذ الستينيات حتى يومنا هذا.
برحيل «بو خالد» فقدت الأغنية الكويتية أحد أعمدتها الكبار، حيث امتدت رحلته لـ 60 عاما من العطاء، فنان محب للجميع، فهو «حبيب الوطن» الذي صوته لا يعوض.
رحم الله «بو خالد» وغفر له وأدخله فسيح جناته وألهم أهله وذويه الصبر والسلوان.