كتب الله على أهل فلسطين كافة وغزة خاصة أن يكونوا مصدا للعربدة الصهيونية في القرن العشرين، وهم بكل أمانة وتجرد أصبحوا كالشوكة في بلعوم كل صهيوني ومتصهين، فما يسطره الإخوة الفلسطينيون في مقاومتهم للمحتل دروس تدرس للأجيال، وهم أهل التعليم من قديم الأزل، ومع تحفظي على بعض المواقف السياسية للمقاومة الفلسطينية، وخصوصا ما يخص منطقة الخليج، ولكن يسكت اللسان عندما يرى التضحيات الجسام التي يقدمها المقاومون على جبهات القتال وليس مقاومو التصريحات التي لا تفيد، بل تكسب لك أعداء، ولكن ما الذي جعل الصهاينة يتجرؤون أكثر خلال السنوات الماضية؟ بكل بساطة هو التشرذم العربي، وقبول الصهاينة أو ما يسمى دولة «إسرائيل» كشريك سياسي واقتصادي في الدول الإسلامية والعربية، وقبلها - وهذه الطامة - قبول السلطة الفلسطينية بهذا الكيان الغاصب كشريك سلام، وأنا لا أفهم معنى السلام الذي تتحدث عنه السلطة الفلسطينية! فكيف أرضى بالسلام مع كيان غاصب، بل يهاجم بالطائرات والمدفعية أجزاء من أراضي السلطة؟!
وبعد ذلك القبول الدولي من قبل المنظمات الدولية والأوروبية للهجوم الصهيوني، مقابل صمت عربي مطبق، بل تخوين المقاومين.
يقول المثل المصري المشهور: «يا فرعون مين فرعنك؟ قال: مالقيتش حد يردني»، وهذه هي الحال مع الكيان الصهيوني، فإنه لن يقف عند حده إلا إذا عرف حقيقة أن الفلسطينيين أولا على قلب رجل واحد لأجل التحرير والعودة للنضال مرة أخرى مع دعم عربي وإسلامي.
إن مسؤولية تحرير فلسطين لا تخص الفلسطينيين فقط، وإنما هي قضية إسلامية تهم كل مسلم، فهي قضية عقيدة ولاء وبراء وليست قضية وطنية فقط.
وهنا يجب أن نذكر بالموقف الصلب لبلدي الحبيب الكويت، أميرا وحكومة ومجلس أمة وشعبا بكل أطيافه بالوقوف كالجبل الأشم في وجه كل دعوات التطبيع أوالتقارب مع الصهاينة، ويقولون: الحق ما شهدت به الأعداء، فقد قالت صحف صهيونية: إن الكويت ليس لها أي تعاون مع الصهاينة.
٭ نكشة: فلسطين في قلب كل مسلم.