- لم يحصل اي مرشح على 50% زائد صوتا واحدا .. واوغان قد يكون حجر القبان
- إقبال شديد على التصويت.. واستقطاب حاد .. ومعركة أرقام
أدلى نحو 64 مليون مواطن تركي بأصواتهم في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية الأولى في تركيا بعد زلزال 6 فبراير المدمر، والتي ينظر اليها على أنها واحدة من أهم الانتخابات منذ تأسيس الجمهورية التركية على يد مصطفى كمال أتاتورك قبل نحو 100 عام، وتحدثت وسائل اعلام عن مشاركة قياسية تاريخية تراوحت بين 87 و93% بحسب المدن والولايات، ما يعكس حالة الاستقطاب الشديد التي شهدتها تلك الانتخابات.
ويقود الرئيس الفائز والبرلمان الجديد الجمهورية التركية، العضو في حلف شمال الأطلسي «الناتو»، نحو مئويتها الثانية، حيث ستحدد الانتخابات أيضا أسلوب حكمها والاتجاه الذي سيمضي إليه الاقتصاد والسياسة الخارجية.
وأظهرت النتائج الأولية لفرز الأصوات في الانتخابات الرئاسية التركية عدم حصول اي من المرشحين على نسبة 50% زائد صوتا واحدا اللازمة للفوز، ما يعني الذهاب الى جولة إعادة في 28 مايو الجاري.
وبعد سباق انتخابي ماراثوني شهد استقطابا حادا، وفرز أكثر من 97.7 % من الاصوات، تراجعت الأصوات التي حصل عليها الرئيس رجب طيب اردوغان مرشح تحالف الجمهور الحاكم إلى ما دون 50 % محققا 49.3 % فيما حصل منافسه مرشح تحالف "الأمة" كمال كليتشدار أوغلو على ما نسبته 45 % ، بحسب وسائل إعلام رسمية ووكالة الاناضول التركية .
وحقق مرشح تحالف الاجداد سنان اوغان مفاجئة بحصوله على 5.2% من اجمالي الاصوات، ما يعني انه قد يكون حجر القبان الذي يحدد الفائز في الجولة الثانية نهاية الشهر الجاري في حال جير اصوات مؤيديه الى اي من الفريقين.
وتبقى هذه النتائج غير نهائية حتى انتهاء فرز اصوات الناخبين في الخارج والتي قدرت بنحو 4 ملايين صوتا.
ومع تقارب النتائج بين المتنافسين احتشد انصار حزب العدالة والتنمية امام مقر الحزب في انقرة لتقديم الدعم لرئيسهم اردوغان، كما احتشد انصار حزب الشعب الجمهوري المعارض لدعم مرشحهم كليتشدار اوغلو.
هذا وقال الرئيس التركي رجب طيب أردوغان : "ان بلادنا اثبتت ديمقراطيتها بكل بسالة في هذه الانتخابات".
واضاف اردوغان في اول كلمة له بعد النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية أمام حشود من مناصريه في أنقرة أنه في انتظار النتائج النهائية:" أحببت أن التقي بكم من هذه الشرفة. غيرنا يظهر من المطبخ ونحن نظهر من الشرفة".
وبدأ الرئيس التركي كلمته بعد النتائج الأولية التي اظهرت تراجعه دون الـ 50% من الاصوات المطلوبة للفوز، بالغناء مع انصاره أمام مقر حزب العدالة والتنمية في العاصمة وقال:" نعلم أننا متفوقون ومتصدرون في هذه الانتخابات. وقد كنا صادقين مع شعبنا، لكننا سننتظر النتائج النهائية الرسمية"، لافتاً إلى أن هناك البعض الذين يحاولون الخداع والقول أنهم متفوقون في الانتخابات.
ووجه اردوغان الشكر إلى جميع العاملين والمندوبين الذين عملوا في مراكز الاقتراع، كما وجه الشكر إلى "مواطنيننا الذين تمسكوا بالديمقراطية من خلال الذهاب للتصويت"، مشددا على أنه بغض النظر عن النتائج فإن " الفائز هو هذا البلد والفائز هو الشعب، فتركيا من خلال تمسكها بارادة الشعب والاختيار اثبتت مرة اخرى انها تتصدر الدول الديمقراطية المتقدمة في العالم".
وقال اردوغان ان :" حزب الشعب الجمهوري وبعض رؤساء البلديات يحاولوا التشكيك في النتائج، لكن هذا لا يغير الواقع. فتركيا لديها آلية مثالية لاجراء الانتخابات ولا يحق لاحد ان يلقي بظلال على هذا الواقع. ونحن على مدار تاريخنا السياسي كنا ولا نزال نحترم الارادة الوطنية وارادة الشعب وسنحترمها في هذه الانتخابات، وبالتالي لا معنى ان يتخذ هؤلاء ذرائع او يقدموا مبررات واهية. وسنرى قرار الشعب النهائي وسنحترمه".
وتابع: " سنكمل هذه الجولة وسننصر فيها لان اصوات الخارج لم تصل حتى الان والفرز مستمر. واطالب الجميع ان يكونونا على يقظة حتى يتم انهاء الفرز كليا".
وأكد أردوغان انه "جاهز" في حال كان قرار الشعب استكمال الانتخابات في جولة ثانية.
من جهته، قال مرشح تحالف "الأمة" كمال كليتشدار أوغلو أنه تم تحقيق نسبة مشاركة مكثفة وليس من حق أحد إدعاء الفوز في الانتخابات.
واضاف أوغلو في كلمة ألقاها أمام مؤيديه في مقر حزبه بعد قليل من الكلمة التي القاها أردوغان أن الاخير لم يحقق النتائج التي كان يرغبها وأن حزب العدالة والتنمية قد تراجع.
واكد أنه يقبل بخوض جولة إعادة، متعهدا بالفوز على أردوغان فيها.
الى ذلك، أكد المرشح الثالث في انتخابات الرئاسة التركية سنان اوغان إنه لا يميل لدعم أي جانب في جولة الإعادة.
وقد أغلقت صناديق الاقتراع كما كان مقررا عند الخامسة من مساء أمس دون أي حوادث تذكر رغم انها شهدت تدفقا كبيرا للناخبين، وبدأت عمليات فرز الأصوات مباشرة.
وأدلى الناخبون بأصواتهم في مغلفات خضراء كبيرة داخلها بطاقة لاختيار الرئيس التركي للسنوات الخمس المقبلة وأخرى لاختيار أعضاء البرلمان الـ600.
وأعلنت الهيئة العليا للانتخابات، انها لم تسجل أي عمليات خرق في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية.
واقترع الرئيس رجب طيب اردوغان بصوته في مكتب الاقتراع في أسكودار، الحي المحافظ على الضفة الآسيوية لإسطنبول، وصافح مسؤولي الانتخابات وتحدث مع مراسل لمحطة تلفزيونية في مركز الاقتراع. وقال «نسأل الله مستقبلا أفضل لبلادنا وأمتنا والديمقراطية التركية». وكان الرئيس التركي قد دعا جميع الناخبين للإدلاء بأصواتهم «لإظهار قوة الديموقراطية التركية»، مؤكدا على «حماسة الناخبين» خصوصا في المناطق المتضررة جراء زلزال 6 فبراير.
وقال في تغريدة على تويتر عقب اغلاق صناديق الاقتراع: «يا رفاق الدرب الأعزاء، الحمد لله تمت عملية التصويت بما يليق بديمقراطيتنا. الآن كما هو الحال دائما، حان الوقت للتشبث بصناديق الاقتراع. استمروا في حماية إرادة شعبنا حتى النتائج النهائية».
وأدلى منافسه مرشح تحالف أحزاب الطاولة السداسية كليتشدار أوغلو بصوته في أنقرة وعلت وجهه ابتسامة وسط تصفيق الحشود المنتظرة لدى خروجه من مركز الاقتراع.
وقال لوسائل الإعلام «أعبر عن حبي العميق واحترامي لكل المواطنين الذين يذهبون إلى صندوق الاقتراع ويدلون بأصواتهم. جميعنا نفتقد الديمقراطية كثيرا».
وخاطب كليتشدار أوغلو مرشح حزب الشعب مغردا «أدعوا أبطالنا في الديموقراطية الى عدم ترك صناديق الاقتراع أبدا حتى انتهاء الفرز. تعتمد النتيجة النهائي والصحيحة لإرادة الشعب على تصميمك».
كذلك فعل المرشح الرئاسي الثالث سنان أوغان قائلا «حان وقت حماية صناديق الاقتراع حتى يتم فرز الأصوات النهائية».
وخلال عمليات فرز الاصوات، اندلعت معركة الأرقام بين المتنافسين الرئيسيين، ورغم إعلان وكالة أنباء الأناضول الرسمية أن أردوغان استمر في التصدر، إلا أن مرشح المعارضة كليتشدار أوغلو أعلن أنه يتصدر النتائج متقدما على الرئيس، وكتب على تويتر «نحن في الصدارة»، رافضا الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول.
بدوره، طلب رئيس بلدية اسطنبول المعارض أكرم إمام أوغلو من المواطنين عدم تصديق الأرقام التي نشرتها وكالة أنباء الأناضول الرسمية التركية، وقال «نحن لا نصدق (وكالة) الأناضول بتاتا».