في السنوات الأخيرة ازداد الحديث عن المخدرات بشكل كبير وبالعلن، فجميع الجهات المسؤولة عن مثل هذه القضايا أقرت بوجود هذه السموم وتعاطيها وبيعها من قبل البعض بناء على الإحصائيات التي تصدر من وزارتي العدل والداخلية وتبينت من خلالها نسب الجرائم وعدد الضبطيات الكبيرة التي تتم من قبل رجال الأمن التي تتعلق بالمخدرات والمؤثرات العقلية، وهذا لا شك انه جهد كبير وعمل عظيم يقومون به ويستحقون الشكر والإشادة والتقدير والمكافأة عليه.
نحن نعرف تماما أن بعض الدول والمنظمات المشبوهة هدفها تدمير شبابنا وهدم القيم في المجتمع وإضعاف بلدنا وتمزيقه من خلال التعرض لأهم مكوناته وعوامل البناء فيه وهم الشباب، وهذا لاشك انه خطر كبير وحرب عشواء يقوم بها هؤلاء الحاقدون والحاسدون بعدما يئسوا وعجزوا عن التأثير على بلدنا من النواحي الاقتصادية والسياسية سلكوا الطريق الأكثر حقارة ودناءة فمخططاتهم هذه مكشوفة والدولة ولله الحمد تواجهها بكل حزم وصرامة وتكافحها بكل الطرق حتى قبل أن تصل إلينا من خلال التنسيق من الدول الشقيقة. لكن السؤال هنا ليس في كيفية تهريبها او دخولها للبلاد بطرق غريبة وبوسائل عجيبة، السؤال عن الدوافع التي جعلت بعض الشاب يقوم بتعاطيها أو يقوم ببيعها وترويجها بين الناس، هل هو ضعف الإيمان؟ هل هو ضعف الرقابة من قبل الأسرة؟ هل هو عدم وجود توجيه وتحذير وتعليم وتنبيه من قبل المدرسة والمعلمين؟ هل هو ضعف في المناهج التي من المفترض أن تركز على مثل هذه القضايا والسلوكيات الخطرة وما هي تداعيتها وتوابعها في المستقبل على النشء وعلى المجتمع وأفراده كافة؟
اليوم لا يكفى أن تقوم وزارة الداخلية وإدارة العلاقات العامة بها من خلال وسائل الإعلام على التنبيه والتحذير والإبلاغ عن حالات التعاطي بين البعض لتحويلها للمصحات العلاجية، اليوم الدور اكبر بكثير يجب ان يكون هناك مؤتمر متكامل تشارك فيه جميع الجهات المختصة وتناقش وتحلل وتقدم الخطط والحلول التي من الممكن أن تقضي من خلالها على هذه الآفة المدمرة التي أخذت تنشر بين شبابنا وطلابنا في المدارس مثلما نسمع من الجنسين، يجب ان نسارع ونتكاتف لمحاربتها حتى لا يضيع أبناؤنا وتحدث أمور في المستقبل لا تحمد عقباها.
[email protected]