الكثير منا يجهل ما هو «الإعلام العلمي»، رغم أنه بالغ الأهمية ويشكل أساسا لا يستهان به ويحتاج منا إلى بذل الوقت رخيصا كما يتطلب جهودا غير عادية في الاطلاع العلمي الواسع والدقيق وكذلك التحرك الديناميكي المستمر.
ومما لا شك فيه أنه عند بحث المثقفين في العالم النامي عن الإعلام العلمي سيجدون أنفسهم بأنهم يعانون مما يعانيه هذا العالم في كونهم محاصرين إعلاميا ومعزولون عنه وكثيرا ما نجد ضعف الكادر الإعلامي العلمي لعدم تفرغ المتخصصين لهذا العمل، لذلك نجد العديد من خريجي الإعلام لا يعملون بشهادات تخصصهم، وذلك لعدم قدرتهم على التكيف العلمي مع هذا التخصص من جهة أو غياب الموهبة الصحافية التي تعتبر ضرورة ملحة في نجاح الصحافي.
وهناك عوامل تحتاج منا إلى وقفة والحرص والانتباه، ومن الضروري تواجدها بالإعلام العلمي وهي المكتبة العلمية التخصصية والتي تحتاج إلى أن تتوافر بها أحدث وسائل التقنية التكنولوجية سواء كانت السمعية والبصرية التي طالما تخدم الإعلام العلمي وترتقي به.
ويجب علينا أن نشجع الإعلاميين العلميين النشيطين والطموحين والجادين والمخلصين منهم، وتسخير كل الإمكانيات والطاقات المساعدة في تحفيز أنشطتهم الإعلامية هذه، ونؤكد على الضرورة الملحة في فتح مدرسة ومركز تدريب للعلماء الناشئة الموهوبين في الإعلام العلمي وإقامة دورات تخصصية في هذا المجال، وخاصة أن العصر الذي نعيشه هو عصر التكامل العلمي.
ونهيب بكل من يهمه الإعلام العلمي في بلدنا الحبيب الكويت إلى أن يساهم قدر استطاعته وإمكانياته المتاحة سواء المساهمة في المناقشات العلمية الجادة أو الندوات المتميزة، حيث تطرح هذه المشكلات على بساط البحث في بيئة علمية ذات مناخ هادئ يساعد على ازدهار هذه العلوم بطموح مثمر وعلى قدر من الوعي العلمي الخلاق.
وهناك نقاط هامة ومساعدة لتطوير الإعلام العلمي ونجيزها بالتالي:
1 - أن تقوم المؤسسات الصحافية بتطوير الإعلاميين واختيار من يصلح منهم وخاصة الجادين والمخلصين لهذا النوع المتميز من هذه العلوم.
2 - إقامة دورات مستمرة للناشئين من العلماء الهواة العاملين في مجال الإعلام العلمي أو الموهوبين منهم.
3 - جذب واستقطاب الأكفاء من الإعلاميين العلميين وتحقيق طموحاتهم وتطلعاتهم المستقبلية.
4 - تشجيع كوادر العاملين في الصحافة العلمية ودعمهم ماديا وأدبيا ورصد الحوافز للموهوبين منهم.
5 - التنوع والاهتمام بإعلام العالم الثالث والاستفادة من الإعلام العلمي من هذا النوع.
6 - وضع خطة مشتركة وتعاون وثيق بين التعليم والإعلام العلمي لخلق بيئة علمية رائدة.
7 - التركيز على تشجيع الناشئة على الجوانب العديدة لحياة العلماء واكتشافاتهم ومنجزاتهم العلمية العملية والنظرية.
8 - أن ترتكز كليات الإعلام والصحافة على الاهتمام الكامل بالإعلام العلمي ويدرس في مناهجها.
9 - تنمية المواهب العلمية عند الأطفال المتميزين ووضعهم في مدارس خاصة للمتفوقين.
ومن هذه النقاط السالفة الذكر يجدر بنا أن نرتقي بالإعلام العلمي، وذلك بهدف أن يكون أحد الطرق الأساسية لخلق بيئة علمية، مما يشجع المتعلمين على تطوير قدراتهم وتشذيب أفكارهم بهدف اللحاق بالركب الحضاري العالمي السريع النمو والتطور.