هجر الكثير من السوريين خصوصا الشباب الراغب في الزواج، الذهب كـ «شبكة» ولجأ الكثير منهم إلى شراء المجوهرات المقلدة أو الفضة كحل بديل لإتمام زيجاتهم كون أسعارها أرخص من المعدن الصفر الذي اصبح خارج إمكانيات غالبية السوريين. واختلفت آراء الشابات المقبلات على الزواج بين من تؤيد فكرة التخلي عن الذهب والالتفات إلى أساسيات أكثر أهمية، وبين من تعتبره ضمانا وتعبيرا عن المحبة.
وينقل تقرير لـ «سانا» عن إحدى الشابات أن «المحبس وتلبيسة العروس المشغولة من الذهب تعد من العادات والتقاليد القديمة ولا علاقة لها بمقدار محبة الشاب لزوجته المستقبلية، وبالإمكان تجاوز هذه العادات بشراء المجوهرات المقلدة»، موضحة أن خاتم الزواج هو تعبير عن الشراكة الحقيقية بين الزوجين بالمعنى المجازي أي «قدسية الارتباط» بغض النظر عن نوعه أو معدنه أو ثمنه.
لكن هذا ليس رأي الجميع حيث تؤكد إحدى الشابات انها غير مستعدة للتخلي عن الذهب كشرط أساسي للزواج أو الخطوبة، لأنه بنظرها يعبر عن محبة الشريك لها، معتبرة هذا الإجراء بمنزلة ضمان لحقوقها في المستقبل، وبرأيها التساهل بهذا الموضوع ممنوع وغير قابل للنقاش.
أما الطرف الآخر في مشروع الزواج وهو الشباب فيرى معظمهم أن «استبدال الذهب بالإكسسوارات أو الفضة أو ما يسمى الذهب التقليد بات حلا لتيسير زواج الشباب»، ويقول أحدهم إنه اكتفى بشراء محبسين من الفضة له وللعروس كخطوة أولى لإتمام زواجه، ومع ارتفاع أسعار الذهب فإن كلفة شراء محبس ذهبي واحد تبدأ من مليوني ليرة على أقل تقدير بعد أن قفز سعر الغرام من عيار 21 إلى أكثر من نصف مليون ليرة.
وأشار رائد إلى أن الظروف الاقتصادية الصعبة فرضت على الشباب تأمين الأساسيات اللازمة للزواج مثل إيجار المنزل وتوفير أثاثه وغير ذلك الكثير من المتطلبات التي أصبح تأمينها يثقل كاهل الشباب، لافتا إلى أن الاستعاضة عن الذهب بمثل هذا النوع من المجوهرات تتم عادة بموافقة الطرفين.
ويذكر صاحب محل لبيع الذهب في جرمانا بدمشق أنه رغم ارتفاع أسعار الذهب إلا أن هناك الكثير من الشابات اللواتي لا يستطعن الاستغناء عنه كشرط لزواجهن، رغم أن الإقبال على الشراء بهدف الزواج يعد قليلا مقارنة بالسنوات السابقة.
ويشير صاحب محل للفضيات في منطقة القيمرية بدمشق القديمة إلى أن الفضة كمعدن لم تكن مرغوبة سابقا في الأعراس والمناسبات، إنما كانت تقتنى كهدايا وتذكارات، لكن في وقتنا الحالي لوحظ توافد العديد من الشباب لشراء الفضة كمحابس ومصاغ تقدم للعروس عند الزواج، مبينا أن هذا الوضع الجديد فرض على أصحاب المهنة مواكبة الموضة والتطور بصياغة المشغولات الفضية، فباتوا يصممون المحابس وحبسات المحابس والأساور والعقود والأقراط المخصصة للعروس من الفضة.