في الماضي عندما يتزوج أحدهم كان يسكن مع والديه ولا يعترض أحد على هذا القرار، وفي بعض الأحيان يكون أزواج أبنائهم خيرا لهم من أبنائهم أنفسهم.
يبرونهم، يصلونهم، يبذلون لهم الخير، يسعدونهم، يتغاضون عن أخطائهم.
وكان الترابط موجودا والبركة موجودة والخير مع وجود الرزق القليل لكنه مبارك وطيب.
حتى عندما ينجبون أطفالا، يكون للأجداد نصيب في التربية والمشاركة والإرشاد والتوجيه والحب فتنتج تربية حسنة.
أما في الوقت الحالي فكثير ما يكون الطلاق بسبب صراع بين أزواج الأبناء والوالدين، فهذا للأسف من الشر والسوء، وقد يقطع الابن صلته وبره بوالديه بسبب زوجته، وتقطع البنت صلتها بأهلها بسبب زوجها.
حتى عندما ينجبون أطفالا، ربما لا يراهم الأجداد إلا في المناسبات ولا يرضون أن يوجهوا لهم أي كلمة كتوجيه وإرشاد فتنتج تربية ضعيفة ليس لديها احترام ولا تقدير وسوء أخلاق!
يكون الزواج شرا في العلاقات والتفرقة بين «الابن ووالديه والبنت ووالديها» فلا خير في أزواج يكونون سببا في عقوق الأبناء بوالديهم.
لا خير في من يكون سببا في قطع الصلة بهم. مهما كانت الأسباب، مهما كانت الظروف، بر الأبناء بوالديهم خير من علاقة الأزواج بأزواجهم!
فالحرمان وكل الشر: عندما يكون انقطاع بين الأبناء ووالديهم بسبب أزواجهم.
ولا يزورونهم إلا مجاملة في الأعياد وكل شهر مرة مستثقلين حتى الزيارة، ولا يتوادون معهم ولا يحادثونهم، ولا يدخلون السرور عليهم!
إن لم يكن في الزواج خير في ترابط الأسر وبذل الخير وإزالة الشر، فلا خير فيه!
والله إنني رأيت نساء من أرقى النساء وأجملهم أخلاقا.
تبر بوالدي زوجها كأنها ابنتهما وتكون اقرب لهما من أبنائهما.
ورأيت أزواجا يبرون بوالدي زوجاتهم ويكونون لهم الابن الأقرب حتى من أبنائهم!
ويأمر زوجته أن تصل والديها وعدم التهاون في صلتهم أو الانقطاع عنهم، ويعطيها المساحة لزيارتهم، فهذا نعم الزوج! فالزواج ترابط بين الأسر ومودة ورحمة وحب وتقارب، ويكون كل زوج عنده يقين تام وراسخ بأن الوالدين هما أساس كل توفيق وفلاح ورزق وبركة وخير، فصلتهم هي صلة الله، وزيادة رزقهم وبركة عمرهم، واستجابة للدعوات بهذا البر!
اللهم اجعلنا خيرا لأهلنا وارزقنا برا بوالدينا وأكرمنا برضاك عنا.
[email protected]
Y_ALotaibii@