اشتدت حماوة المنافسة في انتخابات الرئاسة التركية على بعد أيام قليلة من جولة الاعادة يوم الاحد المقبل، بين مرشح تحالف الجمهور الرئيس رجب طيب اردوغان، ومنافسه مرشح تحالف الشعب المعارض كمال كليشتدار اوغلو. وبعد يومين على اعلان المرشح الذي حل في المركز الثالث سنان اوغان دعمه للرئيس اردوغان، أعلن زميل اوغان السابق في تحالف الأجداد «اتا» زعيم حزب الظفر اليميني المتطرف أوميت أوزداغ تأييده لكليتشدار أوغلو.
وحصر أوزداغ أولوياته الانتخابية بموضوع طرد اللاجئين لشد عصب القوميين الاتراك، وقال «القضية الأهم في تركيا تتمثل في 13 مليون طالب لجوء أو مهاجر غير نظامي» متعهدا بطردهم «في غضون عام»، وبما يتماشى مع القانون الدولي وحقوق الإنسان. وتابع أن هذه هي الطريقة الوحيدة، لتجنب تحول تركيا إلى مهاجرستان «ملقيا باللوم على المهاجرين غير الشرعيين، في عبء مالي بقيمة 11 مليار دولار سنويا، بالإضافة إلى تعريض السلامة في الشوارع للخطر»، علما ان اوزداغ نفسه ينحدر لابوين لاجئين من اصول داغستانية ـ احدى جمهوريات منطقة القوقاز. ووسط تقارير وسائل اعلام تركيا حول وجود خلافات في صفوف المعارضة، واعتراض حزبي «المستقبل» بزعامة أحمد داوود اوغلو و«الديموقراطية والتقدم» بزعامة علي باباجان العضوين في الطاولة السدادسية المعارض، عقد اوزداغ مؤتمرا صحافيا مشتركا مع مرشح المعارضة قال فيه: «أدعو من صوتوا لنا في الجولة الأولى أن يصوتوا للسيد كليتشدار أوغلو في جولة الإعادة كي يعود اللاجئون إلى بلادهم». بدوره قال كليتشدار أوغلو «تنتظرنا أيام طيبة» دون الإدلاء بالمزيد من التصريحات.
وأفادت تقارير عن ان اوزداغ طلب من كليتشدار اوغلو منصبين حساسين في حال الفوز، احدهما وزارة الداخلية. وهو ما اثار استياء الاحزاب المؤيدة للاكراد التي دعمت كليتشدار اوغلو في الجولة الأولى، وقال النائب البرلماني في حزب الشعوب الديموقراطي (الكردي) أرول كاتيرجي أوغلو: «ستجعلون أوميت أوزداغ وزيرا للداخلية؟ أتمنى ألا يحدث هذا السخف، وإلا ستكون أسوأ خطوة يتخذها كليتشدار أوغلو وسيخسر في النهاية. اللهم بلغنا». في المقابل، اتهم اردوغان خصومه بالمساومة على المناصب منتقدا تحالف كليتشدار اوغلو واوزداغ وتساءل ساخرا «باي باي كمال! منذ متى وأنت قومي لهذه الدرجة؟» وأضاف في تصريحات نقلتها وسائل الاعلام التركية «يقومون بمساومات على المناصب. لقد حصلت أحزاب مجموع أصواتها 1% على نحو 40 مقعدا في البرلمان من أستاذ الحساب كليتشدار أوغلو». واستطرد مهاجما خصمه قائلا «أمامنا منافس ينكر في المساء ما قاله في الصباح».