عبدالعزيز المطيري
وجه مرشح الدائرة الأولى محمد حيات رسالة بأنه يحمل حقيبتين، الأولى في داخلها الكثير من هموم أهل الكويت عن تراجع البلد وصورة الإحباط تجاه كافة مؤسسات الدولة، والحقيبة الثانية تتضمن حلول الكفاءات الوطنية للمشاكل العامة وفيها الأهم وهو مشروع الإصلاح السياسي بالمفوضية العليا للانتخابات والقوائم النسبية وحماية إرادة الأمة من الإبطال والاختطاف.
وأكد محمد حيات مساء أول من أمس في ندوة حاشدة بعنوان «للأمة إرادة وللوطن حلم» أن دوره في حال تمثيل إرادة الأمة هو إيصال صوت الناخبين ومعاناتهم إلى الحكومة بكل قوة ومصداقية وشفافية ووضوح لا بالتمثيل على الناس وبيع الوهم عليهم والمجاملات.
وقال محمد حيات ان الحقيبة الثانية فيها ألم يستشعره الكويتيون وهي الأهم، والواجب على رئيس الحكومة والنواب والسياسيين التركيز عليها لأن فيها حلولا من أبناء وبنات الشعب الكويتي من الكفاءات الوطنية وأصحاب الطاقات الكبيرة التي لم تستغل بصورة تنهض بالوطن. وأضاف أن الأطباء والمهندسين والمختصين يقدمون حلولا ودراسات فنية وحققوا إنجازات في مجالاتهم، وتحتفي بهم المؤسسات العالمية، وفي المقابل تهمل حلولهم داخل الكويت بخصوص تطوير التعليم كي لا يصبح إنفاقا بلا عائد، وتطوير الجسد الصحي بعد ان أصبحت الرعاية الصحية مجرد مبان كبيرة لا تقوم بدورها على اكمل وجه ولا تمكن الطبيب الكويتي من أداء عمله بأحسن صورة، وحلول لتطوير ومعالجة مشكلة المخدرات التي دمرت الكثير من العوائل.
وذكر أن لديه كذلك حلول لمشاكل المبادرين في المشروعات الصغيرة والمتوسطة من الشابات والشباب الذين اعتمدوا على أنفسهم ودمرتهم جائحة كورونا، وحلول للرعاية السكنية، وحلول للثقافة والإعلام والفنون والآداب، وحلول لرياضتنا الكويتية التي تراجعنا فيها عن مجاراة الأشقاء في الخليج، بعدما كنا نأمل ان ننافس فيها الدول المتقدمة في السبعينيات والثمانينيات، وحلول للعديد من القضايا الإنسانية كقضية البدون بشكل واقعي ومنطقي لرفع معاناة الناس.
ولفت محمد حيات إلى مشكلة تتمثل بوجود نواب يعتقدون انهم مرشحون طوال الوقت ولا ينظرون الا تحت أقدامهم دون بعد نظر لتهيئة البيئة السياسية الحاضنة للنهضة، مؤكدا أهمية مشروع الإصلاح السياسي لتحقيق تطلعات المواطنين في الحقيبتين، متعهدا بأن يكون من النواب الحقيقيين السياسيين الذين يسعون لتهيئة البيئة السياسية الصحية للرقابة والتشريع «نوعدكم نكون نفس البعض ربع نواب».
وأشار إلى ان «جميع حلول مشاكلنا متواجدة في الأدراج وان ما يعيق تحويلها إلى واقع هو وجود خلل داخل السلطتين التشريعية والتنفيذية، والواجب على الناخبين إصلاح السلطة التشريعية كي تصلح هي السلطة التنفيذية، عبر إصلاحات المفوضية العليا للانتخابات والقوائم النسبية وحماية إرادة الأمة من الإبطال والعبث». وأفاد حيات بأن المفوضية العليا ستؤدي إلى وصول نواب حقيقيين إصلاحيين يعيقهم العجز المالي عن المنافسة في الانتخابات وتحقق لهم العدالة وتكافؤ الفرص، وأن القوائم النسبية ستؤدي لتلاحم الشعب الكويتي بكافة مكوناته ويجمعه فكر ومبادئ لا طائفة او قبيلة او عائلة تفرقهم.
وقال حيات ان لدينا مشكلة في البلد لم يرها إلا شخص واحد وهو المرحوم محارب الفساد الشيخ ناصر صباح الأحمد، حيث كان مؤمنا بنظرية سياسية اقتصادية صحيحة وهي ان يكون للدولة هم عام رئيسي ومشروع دولة، ولا نسير بالطريقة التقليدية.
وأوضح أن الدول الآن التي تسعى إلى النهضة وحل مشكلاتها تقدم مشروعا ضخما عاما، لذلك الشيخ ناصر قدم مشروع الحرير فهو مشروع من خلاله تنهض جميع كيانات الدولة، مشروع يجبرك على تعديل النظام الصحي، تعديل الطيران، التعليم، تنويع مصادر الدخل وليس الاعتماد على النفط، لذلك نحن نعيش التراجع، مشيرا إلى دولة قطر الشقيقة حين وضعوا مشروع تنظيم كأس العالم فجندت إمكانيات الدولة لبناء الطرق والمواصلات المتطورة، واتجه الشباب القطري للعمل في القطاع الخاص واصبح الطيران القطري الأفضل في العالم واصبح مطارها ملتقى للشعوب بسياسة الترانزيت، وحققت أرباحا تعود بالنفع على المشاريع الكبيرة والصغيرة.
ووعد حيات بتقديم مشروع وقوانين الإصلاح السياسي في أولى الجلسات البرلمانية واللجوء الى تكتيك الجلسات الخاصة مرة ومرتين وعشر في حال مواجهة عثرات في الجلسات العادية، من اجل إقرار هذه القوانين ومراقبة تنفيذها من جهة الحكومة، لما فيها من تهيئة بيئة صحية تساعد على إيصال رأي المختصين من أبناء البلد.
وأكد أن الشعب بات واعيا بأن الطائفية والقبلية والعرقية لم تنفعه وان الواجب هو الالتفاف حول الدولة والوطن واختيار الكفاءات، وانه عندما تذهب خلف الستار في يوم الاقتراع وتصوت بشخطة قلم إما أن تنقذ بلدك أو تضيعه.