مفرح الشمري
وسط حضور ذويه وأقاربه وأصدقائه وجمهوره وعدد قليل من زملائه الفنانين، احتضن ثرى الكويت عصر أمس جثمان الفنان القدير أحمد جوهر بالمقبرة الجعفرية في الصليبخات بعد أن وافته المنية الخميس الماضي عن عمر يناهز ٦٥ عاما في أحد مستشفيات المملكة المتحدة وذلك بعد صراع مع المرض ليطوي من خلالها المشهد الأخير من مسيرته الفنية الذي قدم فيها الكثير من الأعمال التلفزيونية والمسرحية والإذاعية.
المشهد في المقبرة كان مؤثرا بالحضور الجماهيري وعدد قليل من رفاق دربه لوداع «بوجوهر» الذي ساهم كثيرا في إبراز الفن الكويتي من خلال أعماله الدرامية التراثية التي تبرز الهوية الكويتية شكلا ومضمونا ليحفر اسمه في تاريخ الحركة الفنية الكويتية والخليجية بأحرف من ذهب.
الحزن والأسى وبكاء أسرته وأصدقائه أثر في نفوس كل من حضر «جنازته»، حيث حرصت عدد من المواقع الإلكترونية وكاميرات التلفزيون كقناة atv على التواجد لنقل هذه المشاعر المؤثرة لمشاهديها وفاء وعرفانا لهذا الفنان الكبير الذي أمتع الجميع حتى عندما كان يصارع المرض.
رحلة وداع «بوجوهر» بدأت في الرابعة عصر أمس، حيث وصلت «جنازته» لمقبرة الصليبخات الجعفرية ليتلقاها رفاق دربه الذين تبادلوا حملها حتى دفنه.
«الإعلام» تنعى «بوجوهر»
نعت وزارة الإعلام ببالغ الحزن والأسى الفنان القدير أحمد جوهر الذي وافته المنية بعد رحلة حياة حافلة بالعطاء للفن الكويتي تمثيلا وتأليفا وإخراجا.
ونقلت المتحدث الرسمي باسم وزارة الإعلام أنوار مراد، في بيان صحافي أمس، تعازي ومواساة وزير الإعلام ووزير الدولة لشؤون الشباب عبدالرحمن المطيري لأسرة الفقيد، داعيا المولى عز وجل أن يلهمهم جميل الصبر وحسن العزاء.
وقالت مراد إن الفنان الراحل كان نموذجا للفنان الحقيقي الذي أحب فنه وجمهوره وقدم العديد من الأعمال الدرامية التراثية الجميلة التي لاتزال تعرض على شاشة تلفزيون الكويت والقنوات الفضائية لما تحمله بين طياتها من قيم جبل عليها أهل الكويت والخليج، كما ساهم في صناعة نجومية عدد من الفنانين الشباب المتواجدين حاليا في الساحة.
أحمد الشطي: صانع السعادة
رثى رئيس مجلس إدارة فرقة المسرح العربي أحمد فؤاد الشطي الفنان الراحل أحمد جوهر بكلمة مكتوبة جاء فيها: لا حول ولا قوة إلا بالله، الفنان القدير أحمد جوهر أحد أبناء الكويت الذي توهج على الساحة الفنية منذ الثمانينيات من القرن الماضي، وبرزت موهبته الفنية من خلال عشرات الأعمال الفنية.. المتميزة المسرحية والتلفزيونية والإذاعية، وخلال فترة وجيزة من تخرجه من المعهد العالي للفنون المسرحية، أصبح له لون خاص مزيج من الموهبة والذكاء الفني ودقة الإحساس والاجتهاد، حالفه الحظ أن شارك البطولة مع عمالقة الفن في الكويت، فنال إعجاب الجمهور العريض الذي أحبه سواء في الكويت أو في دول الخليج أو في المهرجانات العربية التي شارك في فعالياتها، حتى استحق عن جدارة جائزة الدولة التشجيعية في الفنون والتي حصل عليها عام 2010 بترشيح من فرقته الأم فرقة المسرح العربي.
وتابع: وأنا أرثي أخي الحبيب الكبير أحمد جوهر بهذه الكلمات، أسأل نفسي: أحيانا يمر بعض الناس في حياتنا قدرا فيصبحون أغلى الناس في قلوبنا، عندها نسأل أنفسنا هل نحن نعرفهم؟ أم أننا ولدنا عندما عرفناهم؟ حينها ندرك حقا أن الأرواح حين تحب لا تملك حق الاختيار، وقد كان لي شرف التواصل معه عن قرب من خلال مراجعة نصوص ألأعمال التلفزيونية التي يتقدم بها للجنة إجازة النصوص التلفزيونية بوزارة الإعلام، حيث كنت عضوا ومقررا لهذه اللجنة لعدة سنوات، وكان الفقيد العزيز يبذل كل جهد ممكن في إعداد النص التلفزيوني وإجراء التعديلات المطلوبة عليه قبل الشروع في التصوير، ومن ثم عرضه على الجمهور الكريم، فلمست منه الحرص الشديد على تقديم كل ما هو جيد للجمهور الذي يثق فيه، فسلام على من حفظ الود وصان العهد رغم الغياب، وسلام على من رأى بابنا موصدا ولم يمل فطرق علينا ألف باب، وسلام على من أحبنا بصدق وهو صانع للسعادة.