عندما تتلبد السماء بالغيوم، يرجح الإنسان احتمالين لا ثالث لهما، إما مطر خير وبركة، أو وابل خراب ودمار، لكن متى يفكر الإنسان في الاحتمال الأول ومتى يعتقد في الثاني؟، لعل المعطيات التي صاحبت الغيوم هي التي ترجح أحد الاحتمالين، فوقت الأمطار ولون الغيوم وعلامات أخرى يميزها المختصون في الأرصاد الجوية هي التي ترجح، لكن لا تجزم بشيء، وعلى الإنسان في الاحتمالين أن يكون حذرا مستعدا لهما.
هذه الغيوم هي الانتخابات الحالية، ونتائجها إما أن تكون خيرا وبركة، أو سوء منقلب. المصلحون - من المرشحين - لا يعرفون من اختارهم فهم يقدمون خطابا وطنيا للجميع، وهدفهم خدمة الكل، لذلك هو لا يعرف من سيصوت له، هو يوجه رسالته إلى جميع أطياف المجتمع، مخاطبا ضمائر وعقولا حية، ترجو مصلحة البلد.
لا نبالغ لو قلنا إن هذه الانتخابات أهم انتخابات برلمانية في تاريخ الكويت، فالقيادة السياسية متجهة إلى خلق مساحة شعبية أوسع، فتنازلت عن حقها في المشاركة باختيار رئيس المجلس، وتشكيل لجانه، هذه الفرصة التي تقدمها القيادة للشعب يجب أن تقابل بحسن اختيار. ها هي السلطة تضع الأمر بيد الشعب.
يجب أن يدرك المواطن أنه مُساءل غدا من أبنائه لو أضاع الفرصة وأساء الاختيار أو ترك الأمر لغير أهله، وعلى من يتنازل عن حقه في الاختيار ألا يبدي رأيه غدا بالاعتراض أو التذمر، فالقيادة السياسية وضعت الأمر بيد الشعب.
نعلم جميعا أن النظام الديموقراطي في البلاد بحاجة إلى تطوير وتعديل كبير، لكن هذا الأمر لن يكون إلا بحسن الاختيار، نختار الأصلح الذي يرسم طريقا انتخابيا جديدا لمصلحة البلد.
تحمل المسؤولية سمة عامة للمواطن الكويتي، نجح في تحمل المسؤولية في بناء الوطن في الخمسينيات والستينيات، كما تألق وقت الغزو ونجح في اختبار الاحتلال بالانتصار، واليوم الكويت بحاجة لهذه الهمة التي حملها الأجداد وسار عليها الآباء أن يظهرها الأبناء حضورا ومشاركة واختيارا يوم 6/6.