استهل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أعمال حكومته الجديدة التي أعلنها مساء السبت بعد أدائه اليمين الدستورية أمام البرلمان، باستقبال أمين عام حلف شمال الأطلسي «الناتو» ينس ستولتنبرغ في إسطنبول، بحضور وزير الخارجية الجديد هاكان فيدان ووزير الدفاع الجديد ايضا يشار غولار ومتحدث الرئاسة إبراهيم قالن.
وقالت وسائل إعلام تركية ان الحوار ركز بشكل أساسي على انضمام السويد لـ «الناتو».
ويشكل رفض تركيا العقبة الوحيدة أمام انضمام السويد للناتو، حيث تطالبها بتسليم عدد من قيادات حزب العمال الكردستاني الذي تصفه أنقرة بالإرهابي، وعليه أكد ستولتنبرغ إثر اللقاء الذي استمر ساعتين أن «السويد أوفت بالتزاماتها» حيال أنقرة تمهيدا للانضمام للحلف.
وقال الأمين العام للحلف إن مسؤولين من تركيا والسويد وفنلندا سيجتمعون منتصف الشهر الجاري لإجراء مزيد من المناقشات حول طلب السويد الانضمام لعضوية الحلف، وهو الأمر الذي يتعثر بسبب اعتراضات تركيا والمجر.
وكان أردوغان أعلن مساء امس الأول تشكيلة حكومته الجديدة، محدثا تغييرات كبيرة خصوصا في وزارات الدفاع والخارجية والداخلية، وقد اختار خبيرا لإعادة النهوض بالاقتصاد.
من قصر جانكايا في أنقرة الذي اختاره مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك عام 1923، أعلن أردوغان أن محمد شيمشك (56 عاما) الذي كان اسمه متداولا منذ أيام عدة سيتولى وزارة الاقتصاد.
وشيمشك خبير اقتصادي سابق لدى مؤسسة ميريل لينش الأميركية سبق أن شغل منصب وزير المال (2009-2015) ثم منصب نائب رئيس الحكومة للشؤون الاقتصادية (حتى عام 2018).
وهو شخصية تحظى بمكانة دولية وسيتمثل دوره في إقرار نهج تقليدي بهدف ترميم ثقة المستثمرين ويرتقب أن يبعث وصوله إلى هذا المنصب الاطمئنان في الأسواق المالية.
وقد تعهد في أول تصريحات له بأن يكون «خفض التضخم إلى خانة الآحاد على المدى المتوسط وتسريع التحول الهيكلي الذي سيقلل من عجز الحساب الجاري، له أهمية حيوية بالنسبة لبلدنا».
وأحدث أردوغان تغييرات ملحوظة في الوزارات السيادية الرئيسة، بحيث تولى الرئيس السابق لجهاز الاستخبارات التركية هاكان فيدان وزارة الخارجية ليحل مكان مولود تشاوش أوغلو.
وقال مصدر ديبلوماسي غربي إن فيدان هو «الرجل الموثوق» لدى أردوغان «منذ سنوات»، كما أنه الشخص الذي يقود المفاوضات مع العالم العربي.
وفي وزارة الدفاع، خلف رئيس هيئة أركان القوات المسلحة يشار غولار رئيس الأركان السابق، الوزير السابق خلوصي آكار الذي كان يتولى الوزارة منذ يوليو 2018.
وكان آكار يعد مهندس مقاومة الانقلاب الفاشل في يوليو 2016.
وعين أردوغان نائبا جديدا للرئيس هو جودت يلماز، العضو المخلص في حزب العدالة والتنمية والنائب عن ديار بكر جنوب شرق.
في هذه الأثناء، وكما كان متوقعا بدت المعلومات ترشح عن تصدع تحالف المعارضة المختلفة المشارب، حيث اندلع سجال سياسي بين زعيم حزب الظفر اليميني القومي أوميت أوزداغ الذي اعلن دعم مرشح المعارضة كليتشدار اوغلو، وبين علي باباجان زعيم حزب الديموقراطية والتقدم «ديفا» العضو في ائتلاف «الطاولة السداسية»، الذي قال: «لولانا لحصل الشعب الجمهوري على 20% من الأصوات»، فرد عليه اوزداغ «أنت لم تجلب حتى ولو 1%، والشعب الجمهوري يحصل دوما على 25%، أما أصواتك فقد ذهبت لأردوغان.
أرجوك اصمت تماما فلا فائدة منك، اصمت كي لا تتسبب في ضرر».