تسبب هجوم استهدف سد كاخوفكا الرئيس الذي يقع تحت سيطرة روسيا في جنوب أوكرانيا امس بفيضانات غمرت مدينة صغيرة وقرابة عشرين قرية وأدت إلى إجلاء 17 ألف شخص وأثارت مخاوف من كارثة إنسانية.
وحذرت واشنطن من أن الهجوم أسفر «على الأرجح عن سقوط العديد من القتلى» بينما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات بإحداث فجوة في سد كاخوفكا الواقع على خط الجبهة والذي يوفر المياه لتبريد أكبر محطة للطاقة النووية في أوروبا.
وإذ حذرت كييف من «كارثة نووية»، أجرى الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، اتصالا هاتفيا مع المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية، رافائيل غروسي، أطلعه خلاله على «العواقب واسعة النطاق» لتدمير سد كاخوفكا.
وأضاف زيلينسكي: «بحثنا سبل تقليل المخاطر على أمن محطة زبوريجيا للطاقة النووية». وقال غروسي إن تطورات تدمير سد كاخوفكا في أوكرانيا لحظة حاسمة للأمان النووي.
وعلى الاثر تداعى مجلس الأمن لعقد جلسة طارئة لبحث تداعيات تفجير السد. وقال نائب المندوبة الأميركية بمجلس الأمن إن «هناك مخاطر عديدة لتفجير سد كاخوفكا أبرزها الأمن النووي في زابوروجيا»، فيما اتهم المندوب الروسي «القوات الأوكرانية تسعى لتحقيق منافع عسكرية عبر تدمير السد». واعتبر ما وصفها بـ«عملية التخريب كانت مقصودة من قبل كييف وتوفير الغرب الأسلحة لها يجعله يتحمل المسؤولية».وسارع أهالي خيرسون التي تعد أكبر مركز سكاني في المنطقة للتوجه إلى المرتفعات بينما صبت المياه في نهر دنيبرو. وأعلنت أوكرانيا عن إجلاء 17 ألف شخص من محيط السد، فيما غمرت المياه 24 قرية. وأفاد المدعي العام الأوكراني أندريي كوستين «أكثر من 40 ألف شخص معرضون لخطر التواجد في مناطق غمرتها الفيضانات»، مضيفا أنه يتعين إجلاء أكثر من 25 ألف مدني في الضفة الخاضعة للسيطرة الروسية لنهر دنيبرو. وأعلن رئيس «أوكرهيدروإنرجو» (الهيئة الأوكرانية المشغلة لمحطات الطاقة الكهرومائية) إيغور سيروتا أن محطة الطاقة المرتبطة بالسد «تدمرت بالكامل». وعلى ضفة النهر الخاضعة للسيطرة الروسية، قال رئيس بلدية نوفا كاخوفكا حيث يقع السد فلاديمير ليونتييف إن المدينة غرقت وتم إجلاء مئات الأشخاص. واتهم زيلينسكي روسيا بتفجير السد وقال إن السلطات تتوقع فيضانات في نحو 80 منطقة مأهولة، مطالبا بـ«رد فعل» دولي. وقال زيلينسكي لمبعوث البابا فرنسيس للسلام الكاردينال الإيطالي ماتيو زوبي الذي يزور كييف إن «هذه الجريمة تحمل تهديدات هائلة وستكون لها عواقب وخيمة على حياة الناس والبيئة»، وفق ما نقلت عنه الرئاسة الأوكرانية.
ووعد الاتحاد الأوروبي أوكرانيا بتقديم «المساعدة الإنسانية الضرورية» بعد تفجير السد، وفق كييف. وأما الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (ناتو) ينس ستولتنبرغ، فاعتبر تفجير السد عملا «مشينا».
ورأى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن التدمير الجزئي لسد كاخوفكا «أحد التداعيات الأخرى المدمرة» لغزو روسيا لجارتها.
لكن روسيا شددت على أن السد تضرر جزئيا بفعل «عدة ضربات» نفذتها القوات الأوكرانية وطالبت العالم بإدانة ما وصفتها بأعمال كييف «الإجرامية». وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الهجوم «عمل تخريبي متعمد بشكل لا لبس فيه من الجانب الأوكراني». وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنه ليس هناك «خطر نووي آن» في محطة زابوريجيا، موضحة أن خبراءها في الموقع «يراقبون الوضع من كثب». وأعرب مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة عن قلقه حيال «حدة التداعيات الإنسانية على مئات آلاف الأشخاص على جانبي خط المواجهة».