مفرح الشمري
من الأمور الصعبة أن تزور مريضا، وتجد أصدقاءه القدامى الذين كان يسعدهم ويطربهم ينسونه في وقت هو بحاجة الى رفع المعنويات لمواجهة المرض.
هذا ما حدث عندما زرت المطرب القدير عباس البدري «بوسالم»، حيث شعرت بشوقه ولهفته وسلامه الحار: «هلا بومحمد».. ترحيب خارج من قلبه على الرغم من حالته الصحية.
زيارة جعلتني أفكر وأتساءل: لماذا «هذا النكران» لمطرب بحجم عباس البدري صاحب المسيرة الغنائية الطويلة في الكويت والخليج والتي تصل لما يقارب الـ 50 عاما؟!
لماذا لم يزره أحد من أصدقائه المطربين والفنانين والشعراء القدامى طوال مكوثه في المستشفى، خصوصا أن العديد من الصحف المحلية ومواقع التواصل نوهت عن ذلك؟!
سؤال لم أجد له إجابة.. ماذا فعل «بوسالم» عباس البدري حتى يجازى بهذا النكران وهو صاحب أغنية «خليجية» التي تعد من الأغاني الشهيرة في الكويت والخليج في السبعينيات وحتى يومنا هذا؟!
«بوسالم» المطرب القدير عباس البدري غنى اكثر من 180 أغنية بين عاطفية ووطنية، ألا يستحق من زملاء دربه التواصل وهو في حالة صحية تحتاج الى رفع المعنويات فقط، ولا يحتاج الى شيء آخر؟! استذكار زملائه لتاريخه الطويل في الأغنية الكويتية وزيارتهم له «ترد الروح»، حسب ما قال البدري لـ «الأنباء»، التي زارته امس الأول للاطمئنان على حالته الصحية، حيث يرقد الآن في مركز الرعاية التلطيفية بمنطقة الصباح الصحية.
أصدقاء المطرب القدير عباس البدري الذين خارج الوسط الفني يتناوبون على زيارته يوميا، بينما أصدقائؤه وزملاء دربه في الوسط الفني حتى هذه اللحظة لم يقوموا بزيارته، ربما البعض منهم مشغول، وربما البعض منهم مريض.. لكن أين البقية الذين نتابعهم في «السوشيال ميديا» وهم يتحدثون عن الوفاء لمطربي الزمن الجميل؟!
المطرب القدير عباس البدري عندما ذكر لـ «الأنباء» عام 2015 «انه متحسف انه صار مطرب ولما يشوف العود في غرفته وده يكسره»، حاليا أدركت أنه محق بكل كلمة قالها في ذلك الحوار، فعندما كان «في حيله» لم يهتم به احد ولم يكرمه احد على عطاءاته في الأغنية الكويتية.. وعندما «مرض» لم يهتم به احد أيضا في المجال الفني، فلابد للشخص أن «يتحسف» و«يتحسر» على دخوله عالم الفن لأن بعض صداقاته لا تدوم ومزيفة!