يتوجه العالم إلى زيادة الاستثمار في أنظمة وخطط الحماية الاجتماعية لإنشاء أرضيات اجتماعية متينة وحماية الأطفال من عمالة الأطفال.
وقد حددت الأمم المتحدة يوم 12 يونيو ليكون يوما عالميا لمكافحة عمل الأطفال، حيث إن ذلك يتطلب نهجا مدروسا وسياسات فعالة لتعزيز أنظمة الحماية الاجتماعية والتعليم وفرص العمل اللائق للآباء ومقدمي الرعاية لمعالجة جميع الظروف التي تدفع إلى عمالة الأطفال.
وشعار هذا اليوم العالمي هو «الحماية الاجتماعية الشاملة لإنهاء عمل الأطفال» بهدف الحد من ظاهرة عمل الأطفال ومكافحتها بشكل نهائي في جميع أنحاء العالم، إذ تشير الإحصائيات الى أنه حتى اليوم لايزال 160 مليون طفل منخرطين في عمالة الأطفال وبعضهم لا تتجاوز أعمارهم الخامسة، حيث ان عمالة الأطفال انتشرت في جميع أنحاء العالم وتحتل أفريقيا المرتبة الأولى فيما يتصل بعدد الأطفال الملتحقين بأعمال الأطفال، حيث يصل عددهم إلى 72 مليون طفل، وتحتل منطقة آسيا والمحيط الهادي المرتبة الثانية، حيث يصل العدد إلى 62 مليون طفل، وبالتالي يوجد في مناطق أفريقيا وآسيا والمحيط الهادي معا ما يصل إلى تسعة من كل عشرة أطفال مصنفين ضمن ظاهرة عمالة الأطفال، ويتوزع المتبقي بين الأميركتين وأوروبا وآسيا الوسطى والدول العربية، كما تشير الأرقام إلى أن 5% من الأطفال في الأميركتين ملتحقون بأعمال الأطفال، و4% في أوروبا وآسيا الوسطى، و3% في الدول العربية.
والنسبة المئوية للأطفال ضمن عمالة الأطفال هي الأعلى في البلدان منخفضة الدخل، حيث يوجد 84 مليون طفل يعيشون في البلدان المتوسطة الدخل، بينما يعيش مليونا طفل عامل في البلدان ذات الدخل المرتفع.
ويهدف الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة عمل الأطفال، إلى القضاء التام على ظاهرة عمل الأطفال وإنهاء أسوأ أشكال العمل، والتخلص من كل أنواع الممارسات غير الإنسانية مثل بيع الأطفال والاتجار بهم، وإنقاذ الأطفال من العمل في أنشطة غير مشروعة مثل بيع المخدرات، ومن العمل غير الأخلاقي، ومن جميع الأعمال التي تضر بصحة وسلامة الأطفال وأخلاقهم.
إن اتفاقية حقوق الطفل الصادرة عن الأمم المتحدة مهمة للغاية للبلدان التي وعدت بحماية حقوق الأطفال، حيث إن الطفل هو أي شخص يقل عمره عن 18 سنة ويجب معاملته معاملة حسنة، ولكل طفل الحق في التعليم والصحة والحياة، ويجب على الحكومات حماية الاطفال من العنف أو الإساءة أو الإهمال وعدم إخراجهم من بلدانهم بشكل غير قانوني، وأن يتمتع اللاجئون منهم بنفس حقوق أطفال البلد الذي يلجأون إليه، وحمايتهم من القيام بالأعمال الخطرة أو الأعمال التي تضر بصحتهم أو نموهم.
والأطفال هم أهم مورد في الحياة، وهم المستقبل الواعد الذي يمكنه تطوير بلاده، وإذا أردنا أن نعلم السلام الحقيقي في هذا العالم ونخوض حربا ضد الحروب فعلينا أن نبدأ بأطفالنا.