[email protected]
Al_Derbass@
شهد يوم الجمعة الماضي هجمة كبيرة على قرار وزير التربية ووزير التعليم العالي د.حمد العدواني، وقف الابتعاث للتخصصات الطبية إلى كل من مملكة الأردن الهاشمية وجمهورية مصر العربية.
وأكاد أجزم بأن أغلب المنتقدين لم يبذلوا جهدهم للاستعلام عن القرار وأسباب اتخاذه، بل غردوا مباشرة بعد صدور القرار، أما أنا فقمت بما لم يقم به هؤلاء، حيث تواصلت مع الوزير مباشرة للاستفسار عن قراره وأسباب اتخاذه قبل كتابة هذا المقال، وقد أكد الوزير أن هذا القرار لم يتخذ بين يوم وليلة، بل بعد دراسة مستفيضة ولجان أكاديمية وطبية قامت بزيارتين لتلك الدولتين الشقيقتين، وجاءت توصيات هذه اللجان بوقف الابتعاث إلى هناك، وذلك لضمان جودة مخرجات التعليم.
كما أكد الوزير أن أكثر من 5000 طالب يدرسون حاليا المجالات الطبية في هاتين الدولتين، ولن تتأثر دراستهم بالقرار، وأضاف ان وزارة الصحة متمثلة بمركز الاختصاصات الطبية المسؤول عن تدريب الكوادر الطبية، خاطب التعليم العالي بأكثر من كتاب لوقف الابتعاث لهاتين الدولتين تحديدا في المجالات الطبية، وذلك لضعف مستوى أبنائنا الخريجين في المجال الطبي.
مؤيدو قرار الوزير أكثر من معارضيه، لكن الأصوات الصامتة في الدفاع عن القرار تعطي الأصوات المعارضة القليلة زخما وحجما أكبر، فعلينا قول الحق والدفاع عنه من أجل مصلحة هذا الوطن.
لن يقبل أي منا بضعف الكادر الطبي خاصة من كوادرنا الوطنية، الذين سنكون نحن وأبناؤنا وأهلونا وأحبابنا بين أيديهم يوما ما، بل ندعم ونشدد على ضرورة تحسين وتطوير نظام الابتعاث والتأكد من جودة التعليم لتطوير الخدمات الصحية في الكويت.
أرواح الناس ليست رخيصة لتكون بين أيدي كادر طبي ضعيف المستوى، مهما كان حجم الضغط الشعبي، بل الارتقاء بالكادر الطبي تحديدا هو أولى الأولويات.
كما أنني أعتب على وزارة التعليم العالي في عدم سرعة الظهور والتفاعل الإعلامي وشرح القرار وأسبابه والرد على كل ذلك الهجوم، فدائما صاحب الحق يجب أن يكون صوته أعلى.
وأعتقد أنه لو تم الإسراع في توضيح الحقائق لتم إخماد ذلك الهجوم سريعا، بل وقد اكتسبت الحكومة دعما شعبيا لقرارها.
أقدر حرص كل من انتقد القرار انطلاقا من المصلحة العامة، وقد يكون هؤلاء أكثر حرصا منا لكن لو اجتهد الجميع في الاستفسار عن أسباب ذلك القرار، وعرفوا أنه يراعي مصلحة الكويت فوق أي اعتبار لأيدوا القرار ولما انتقدوه.
أتمنى من الجميع الاستفادة من هذا الدرس في القادم من الأيام.
كما نجح من أيد هذا القرار واضعا الصالح العام فوق الاعتبارات الانتخابية، إلا أنني أعتب على من لم يكن له موقف واضح في ذلك الموضوع خوفا من ضغط الشارع.