HaniAlnbhan@
التخبط والاضطرابات يحدثان بسبب اتخاذ قرار خطأ أو إجراء بعد خطوات غير مدروسة، فالتخبط هو نتاج التسرع ـ أي الطفاقة ـ فكلما اتخذ الإنسان التفكير المناسب في التعاطي مع الأحداث كانت قراراته أكثر صوابا وحكمة، وكان أبعد ما يكون عن «التخبط» الذي يجر إلى الخطأ، ويجر إلى الولوج في حالة من الضبابية وعدم الاستقرار والضياع أحيانا!
إذن كلما تروى الإنسان، وفكر بمنطق عميق، والتزم الحكمة البالغة، وحكم العلم والمعرفة، تجنب كل تخبط، وتفادى كل خطأ، وحمى نفسه من صفة «الطفاقة» السيئة، تلك الصفة التي تمحو كل صور الرزانة.
لذلك علينا دراسة كل «حالة» جيدا، وتناول كل زواياها بأسلوب «علمي دقيق وحكيم» وبعد ذلك علينا اتخاذ الإجراء أو القرار المناسب، وبعد اتخاذ ذلك القرار أو الإجراء الذي أتى بعد دراسة علمية عميقة، علينا عدم التراجع والنكوص، فالتراجع عن الإجراء السليم والمدروس دراسة دقيقة وبالغة الأهمية يعد صورة من صور الإفساد.
وعلى متخذ الإجراء المدروس ألا يتزعزع وألا «يتدوده» أمام أصوات العامة، فصاحب القرار السليم يجب أن يقود هو العامة، من خلال تنوير عقولهم بالأسباب العلمية الحكيمة التي دعت لاتخاذ ذاك القرار أو ذاك الإجراء، فمتخذ القرار عليه التسويق لقراره بشكل علمي دقيق ومقنع، حتى لا يجعل العامة يعيشون بحالة من «الفوضى»، ويتأثرون بكل متحدث مزيف للحقائق، وتلك الفوضى تتحول بعد ذلك إلى حائط تصطدم به الإجراءات المتخذة، فتقل فاعليتها.
ومعلوم أن الخطأ وارد، والخطأ لا عيب فيه، والكل يقع في الخطأ، والتراجع عن الخطأ فضيلة، ولكن الوقوع بالتخبط هو نوع من الجهالة، فالتخبط هو عمل يقع به المتسرعون الذين لا يحكمون العلم والعقل والمنطق غالبا، وهم «المطافيق»، ومثال ذلك: عندما يقدم أحدهم على «السباحة»، وهو يعلم أنه لا يتقن السباحة! فيرمي نفسه في بحر متلاطم الأمواج، ويحاول بعد ذلك أن ينقذ نفسه، فيحرك يديه، و«يتخبط» في الأمواج حتى يخرج من هذا المأزق، ولكن لا يستطيع الخروج! إلا أن تحدث هناك معجزة فتخرجه!
فعمل هذا الشخص «الذي لا يجيد السباحة» هو عمل غير مدروس ويفتقد للحكمة والمنطق والعقلانية، لذلك وقع في «التخبط»، وقد لا ينجو من ذلك التخبط!
لذلك علينا اتخاذ العمل اللازم، في الوقت اللازم، قبل اتخاذ أي إجراء، حتى لا نقع في التخبط، فليس بعد كل تخبط سلامة!
قال رسول صلى الله عليه وسلم: «إن الله يحب إذا عمل أحدكم عملا أن يتقنه».
ختاما: استذكر هذه الأبيات التي كتبتها قديما وأقول:
العقل زينة للرجل يرفعه فوق
يجعل مكانه دايم بارتفاعي
لو هو صغير بالعمر توه يفوق
يعطيه قدر بالعرب وامتناعي
العقل مفتاح الصعيبات والعوق
العقل نور في جميع المساعي
من صان عقله والتزم عالي الذوق
نال الغنايم والعلا والنفاعي
ومن واجه الدنيا عجول ومطفوق
حظه من الدنيا يشوف اللواعي