عقوق الآباء لأبنائهم يبدأ منذ اختيار الأم ومن ثم اختيار اسم الطفل، كما أن العقوق أيضا يشمل عدم إقدام الوالدين على تنشئة أطفالهم تنشئة صالحة لا تعتمد على اتباع تعاليم الإسلام والدين، ومن مظاهر عقوق الآباء للأبناء التفرقة في المعاملة بين الأبناء، مما يؤدي إلى حدوث الغيرة بين الأبناء والعداوة بينهم، ومن أهم العقوق عدم تعليم أولادهم دينهم بطريقة صحيحة، فينفرونهم من تعاليم الدين بالشدة الزائدة في التعامل، فيجب على الوالدين اتقاء الله في توعية ابنائهم، ووعيهم بمسؤوليتهم كأولياء أمور تجاه ابنائهم بتحكيم العقل والبعد عن الاهواء والوعي بأنهم سيحاسبون أمام الله على هذه الأمانة والمسؤولية، ثانيا أمام المجتمع فهم مطالبون بأن يقدموا إنسانا صالحا لمجتمعه.
ولنتذكر قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه لما جاءه رجل يشكو عقوق ابنه فجاء به - أي الولد - وقرّع عمر الابن وذكره بحق أبيه ووجوب بره، فأصغى الفتى حتى انتهى عمر رضي الله عنه فقال الابن له: يا أمير المؤمنين أليس للابن حق على أبيه؟ فقال الفاروق: بلى، عليه ان ينتقي أمه وأن يحسن اسمه وان يعلمه القرآن.
قال: فإن أبي لم يفعل من ذلك شيئا، فإن أمي زنجية ابنة مجوس، وقد سماني جعلا أي: خنفساء، ولم يعلمني من القرآن حرفا.
فالتفت الفاروق إلى الأب وقال: «يا هذا قد عققت ابنك قبل أن يعقك وأسأت إليه قبل أن يسيء إليك»، فكم من والد كان سببا في عقوق ولده له ما قدم إلا شوكا فلا أدري من أن يحصد الورد، وما زرع في طريق أولاده سوى العقبات، قال صلى الله عليه وسلم: «رحم الله والدا أعان ولده على بره».