تونس - مفرح الشمري
ضمن أنشطة المهرجان العربي للاذاعة والتلفزيون بنسخته الـ 23 المقامة في تونس من تنظيم اتحاد إذاعات الدول العربية، أقيمت ندوة «التعليق الرياضي في الوطن العربي مدرسة أم مدارس؟» بمشاركة محمد المقروف- إعلامي مغربي، وغانم القحطاني المدير العام للقنوات الرياضية السعودية، واشرف محمود رئيس تحرير جريدة الأهرام المصرية ورئيس الاتحاد العربي للرياضة والثقافة، وتصدى لإدارتها الإعلامي الرياضي الجزائري يزيد موافي وذلك بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
تناولت الندوة التي حضرها عدد من الإعلاميين والمعلقين الرياضيين العرب تاريخ التعليق الرياضي في العالم والوطن العربي والمحطات المفصلية التي مرت بها هذه المهنة، وهل يمكن اليوم الحديث عن مدارس متعددة في هذا المجال أم هي مجرد أساليب للتعليق تبناها هذا المعلق العربي أو ذاك متأثرا بعوامل شخصية او ذات صلة بتكوينه العلمي او هو «انحياز» تلقائي لمعلق عالمي؟
وتحدث الاعلامي الجزائري يزيد المراقي عن تاريخ التعليق الرياضي، فأشار الى انه نشأ في الولايات المتحدة خلال العشرينيات والثلاثينيات، وتحديدا عبر الإذاعات، ثم لاحقا عبر التلفزيوني، قبل أن تنتقل هذا الأمر الى بريطانيا وفرنسا وألمانيا ودول أوروبية أخرى، غير أن بروزه كمهنة كانت مع اولمبياد برلين سنة 1930 مستفيدة بالخصوص من تطور وسائل البث والارسال الإذاعي والتلفزيوني عبر العالم، وقال: برز التعليق العربي في الوطن العربي بالخمسينيات وخاصة في مصر تزامنا مع بداية الظهور الرسمي للعديد من الفعاليات والتظاهرات الرياضية الوطنية، تلتها تجارب عدة دول، فبرزت عدة أسماء لمعلقين وإعلاميين، وخاصة إذاعيين دأبوا على وصف المباريات والمسابقات الرياضية التي تقام في بلدانهم.
وبين موافي ان المعلق العربي من دول المشرق استطاع إيصال صوته الى المستمع في دول المغرب العربي، مشيرا إلى أن ما ميز هذه التجربة ان التعليق كان يتم من فضاءات المسابقات من ملاعب وقاعات رياضية وغيرها.
من جانبه، تحدث الإعلامي المصري اشرف محمود عن مرحلة جديدة من التعليق الرياضي في الوطن العربي أواسط التسعينيات، حيث تعددت الجهود والمبادرات لتطوير هذه الممارسة ولتكوين جيل جديد من المعلقين الرياضيين المحترفين، وقال: هي مرحلة تعززت مع إنشاء لجنة للتعليق الرياضي بالاتحاد العربي وأكاديمية للتدريب الإعلامي أيضا، كاشفا عن أن عددا من المعلقين العرب في تلك الفترة تميزوا بالتقليد، وتأثروا بالعديد من المعلقين من دول أميركا اللاتينية وأوروبا، واردف: يمكن القول ان التعليق العربي افتقر في البداية للمدرسة وللروح العربية المميزة.
وأضاف: في مصر يعتبر الإذاعي محمود بدر الدين أول المعلقين الرياضيين مع بداية الدوري المحلي لكرة القدم أواخر الأربعينيات، ثم المعلق محمد لطيف الذي أدخل لمصر بعض ميزات التعليق الرياضي البريطاني والذي يجمع بين الهدوء في التعليق وإبراز جماليات اللعب و«الاه» التي استمدها من معلقي أميركا اللاتينية، موضحا ان الشعب العربي حماسي بالأساس، ولو كان التعليق بطيئا ونسقه هادئا فلم يكن هناك احد سيتابع المقابلات، حسب تقديره.
وتابع: في المشرق العربي ظهرت مدرسة تشبه المدرسة الاوروبية الكلاسيكية، حيث كان المعلق اشرف صالح وعدنان بوظو ومؤيد البدري وغيرهم الذين تميزوا بالتعليق الهادئ بعيدا عن الصراخ والمبالغة في الحماسة، ثم المدرسة الخليجية التي اخذت الكثير من ميزات المدرسة المصرية، غير ان المعلق الكويتي خالد الحربان حاد بعض الشيء عن هذا التوجه واختار اتباع الأسلوب الأميركي اللاتيني لكثرة المدربين البرازيليين في الكويت أواخر الستينيات وبداية القرن الواحد والعشرين.
بدوره، قال الاعلامي المغربي محمد المقروف: التعليق الرياضي مدارس متعددة وعلى المعلق ان يختار المدرسة التي يشعر بها، ان صوته ووصفه للمباريات يصل للجمهور بأسلوب يعرفه الجميع بعيدا عن الفلسفة الزائدة.
وأشار مدير عام قنوات السعودية الرياضية غانم القحطاني، الى انه لا يوجد في الوطن العربي معلق رياضي محترف، مشيرا الى أن ما يشغل المعلقين الرياضين في الوطن العربي بالوقت الحالي كيف يصبح «ترند» في مواقع التواصل الاجتماعي.
وفي مداخلة لـ «الأنباء» بخصوص التعليق الرياضي، ذكرت ان بعض المعلقين لديهم مصطلحات تثير الفتن لدى جماهير الأندية، وهذا الأمر يتطلب من المعلق الذكاء في التعامل مع هذه الجماهير.
وأشارت «الأنباء» الى أن المعلق الرياضي الذي ينطلق من خلف ميكروفون الإذاعة هو الأفضل وهو الأجدر لأنه ينقل الصورة للمستمتع بأسلوب محبب وحماسي والدليل تميز المعلق الرياضي خالد الحربان الملقب بـ «شيخ المعلقين الخليجيين» في هذا الشأن وعشق الجميع صوته من خلف المذياع وحقق شهرة كبيرة ويعتبر مدرسة من مدارس التعليق الرياضي.