اليوم الاثنين تحل الذكرى الثانية والستون لإعلان استقلال وطني الحبيب الكويت في 19 يونيو 1961 بإلغاء اتفاقية الحماية البريطانية الموقعة عام 1899، ذلك الاستقلال الذي مكنها من مباشرة شؤون سياستها الدولية ومهد لاكتسابها العضوية في هيئة الأمم المتحدة.
لقد حافظ الكويتيون قيادة وشعبا رغم اتفاقية الحماية على استقلالهم الداخلي في إدارة شؤون الدولة والعمل على بنائها وتعزيز صدارتها بين الدول، فبنى الكويتيون لبنات اقتصادها ومنشآتها التعليمية والصحية وارتقوا بنشاطهم الثقافي ومارسوا حرية الرأي والتعبير والمشاركة الديموقراطية في إدارة شؤون الإدارة الحكومية بالمجالس المنتخبة والمعينة، وكانت ملاذا لكل العرب ولكل نازح من أجل العمل وكسب العيش والإقامة الآمنة المطمئنة.
كان وطني الحبيب دوما منارة منذ نشأته قبل عدة قرون بفضل التوافق والتعاون والتآزر بين أسرة الحكم وشعبها المؤسس لهذا الوطن العريق بأصالته وبعاداته وتقاليده، متجاوزا كل المحن ومواجها كل الصعاب ورادعا لكل تهديد لأمنه واستقراره.
إن ذكرى الاستقلال تحل عشية افتتاح مجلس الأمة المنتخب في 6 يونيو الماضي، وقد شهدت الكويت من بعد المجلس التأسيسي الذي أقر به رجالات الكويت المؤسسون لدستور البلاد من خلال المجلس التأسيسي وصادق عليه المغفور له سمو الأمير الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، طيب الله ثراه، انتخاب 20 برلمانا أبطلت المحكمة الدستورية 3 منها وبين عثرات تعرضت لها المسيرة الديموقراطية وتغلب عليها الكويتيون بوحدة الصف وتغليب الحكمة، وبين كل ذلك اتسمت التشكيلات الحكومية بحالة عدم الاستقرار الوزاري وقصر معدل استمرارية تلك الحكومات، إلا أننا لا زلنا متفائلين بأن هذا الوطن بقيادته الحكيمة وشعبه المخلص الوفي قادر على صناعة الاستقرار السياسي الموجود للنهوض بالتنمية من جديد، كما كان طموح رجال ونساء الكويت المؤسسين، ومعالجة اختلالات التركيبة السكانية والموازنة المالية وتحقيق الإصلاحات الاقتصادية وصولا لتطوير الخدمات ليتحقق الرفاه للشعب وهو القادر على صنع مستقبله.
مضى ما مضى، فلنستفد من كل عبرة بعبرة، ومن الفشل بالنجاح، ومن التخاصم بالتصالح، فالكويت ستبقى دوما عزيزة ولنحافظ على استقلالها من استغلالها، وليكن التنافس من أجل إنجاح الوطن خيرا من التصارع من أجل المصالح والكراسي ومناصبها، ولنحم ثرواتها من أن يبددها الفساد.. فذلك خير احتفال نحتفي به بهذه الذكرى الوطنية التي ترسخت في الوجدان، وتجعلنا كل عام نعيد استرجاع ما مضى بحسرات ما نفقده، زمن يمضي دون فائدة.. اللهم احفظ الكويت وأدم عليها نعمة الأمن والأمان.
www.aliafaisalalkhaled.net