عقد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن اجتماعا في بكين أمس مع نظيره الصيني تشين قانغ، وذلك خلال زيارة رسمية تستمر يومين، هي الأولى لديبلوماسي أميركي كبير منذ 5 سنوات، وسط فتور في العلاقات الثنائية وآمال ضئيلة في تحقيق انفراجة فيما يتعلق بقائمة طويلة من الخلافات بين أكبر اقتصادين في العالم. وأجرى الوزيران الصيني والأميركي محادثة قصيرة باللغة الإنجليزية وسارا على السجادة الحمراء وتصافحا أمام علمي بلديهما قبل توجههما إلى غرفة الاجتماعات، حيث عقدا مباحثات رسمية دون الإدلاء بتصريحات صحافية، إذ لم يسمح للإعلام بالدخول سوى لفترة وجيزة.
وعلقت مساعدة وزير الخارجية الصيني هوا تشونينغ التي حضرت الاجتماع على صورة مصافحة تشين وبلينكن بالقول: «أتمنى أن يسهم هذا الاجتماع في إعادة العلاقات الصينية - الأميركية إلى المسار الذي اتفق عليه رئيسا البلدين خلال اجتماعهما في بالي بإندونيسيا في نوفمبر 2022».
من جهتها، قالت الخارجية الأميركية، إن الوزير بلينكن أجرى محادثات «صريحة وموضوعية وبناءة» مع نظيره الصيني تشين قانغ.
وقال المتحدث باسم الوزارة ماثيو ميلر، إن بلينكن وجه دعوة إلى تشين لزيارة اميركا لاستكمال مباحثات بين الجانبين، وأنهما: «اتفقا على تحديد موعد الزيارة في وقت مناسب للطرفين».
وأضاف ميلر: «شدد الوزير بلينكن على أهمية الديبلوماسية والحفاظ على قنوات اتصال مفتوحة حيال عدد من القضايا للحد من مخاطر سوء الفهم وسوء التقدير»، كما دعا نظيره الصيني لزيارة واشنطن لمواصلة المحادثات.
واتفق الجانبان على زيادة عدد الطلاب وزيارات رجال الاعمال والرحلات الجوية التجارية بين البلدين.
وعلى الرغم من ذلك، وصف وزير الخارجية الصيني العلاقات بين بكين وواشنطن بأنها في «أدنى مستوياتها» منذ عام 1979.
واوضح ان بكين ملتزمة بعلاقات مستقرة مع واشنطن، مشددا على ان قضية تايوان تبقى هي التهديد الابرز في مسار العلاقات بين البلدين.
وبعد تأجيل زيارة في فبراير الماضي بسبب تحليق ما يشتبه في أنه منطاد تجسس صيني في المجال الجوي الأميركي، أصبح بلينكن أكبر مسؤول أميركي يزور الصين منذ تولى الرئيس جو بايدن منصبه في يناير 2021.
ويتمثل الهدف الرئيسي لزيارة وزير الخارجية الأميركي، في إجراء مناقشات «صريحة ومباشرة وبناءة» في محاولة لتقليل خطر سوء التقدير من خلال إنشاء قنوات اتصال مفتوحة ودائمة لضمان عدم تحول التنافس الاستراتيجي بين البلدين إلى صراع، وتعزيز مصالح الولايات المتحدة وحلفائها والتحدث مباشرة عن المخاوف ذات الصلة، واستكشاف مجالات التعاون الثنائي المحتمل. واتصالا بذلك، أفاد بلينكن في وقت سابق بأنه سيسعى لتجنب أي «حسابات خاطئة» وسيعمل على «إدارة» العلاقات «بشكل مسؤول» مع الدولة التي يعتبر صانعو السياسات الأميركيون من الحزبين الجمهوري والديموقراطي بأنها تمثل أكبر تحدّ لتفوق واشنطن عالميا.
بدوره، قلل الرئيس الأميركي جو بايدن من أهمية قضية المنطاد عشية توجه بلينكن إلى الصين قائلا: «لا أعتقد أن القيادة كانت على علم بمكانه أو ما كان بداخله أو ما يحصل».
وتابع: «أعتقد أن الأمر كان محرجا أكثر من كونه متعمدا».
وتوقع محللون ومسؤولون أميركيون أن تمهد زيارة بلينكن الطريق لمزيد من الاجتماعات بين البلدين في الأشهر المقبلة، بما في ذلك زيارتان محتملتان لوزيرتي الخزانة الأميركية جانيت يلين والتجارة جينا رايموندو. كما يمكن أن تمهد هذه الزيارة لعقد اجتماعات بين الرئيسين شي جين بينغ وجو بايدن في قمم متعددة الأطراف في وقت لاحق من العام الحالي.
وقبيل زيارة بلينكن، أفاد الناطق باسم الخارجية الصينية وانغ ونبين أن الولايات المتحدة يجب أن «تحترم المخاوف الجوهرية لدى الصين» وأن «تتخلى عن وهم التعامل مع الصين من موقع قوة».