يعتبر الجهاز الهضمي الصحي مؤشر للصحة الجيدة، ولكن الأغلبية منا بمن فيهم الأطباء لا يعترفون بأن مشاكل الجهاز الهضمي تؤثر بشكل أساسي على جميع أعضاء الجسم، فقد تؤدي اضطرابات الجهاز الهضمي إلى العديد من الأمراض التي قد تختلف شدتها وخطورتها وفق المسبب لها ووفق نوعها.
وتنقسم أمراض الجهاز الهضمي إلى وظيفية وهي التي تؤثر على وظيفة الجهاز اليومي، فتتباطأ حركة الأمعاء وتسبب العديد من المشاكل الصحية، وعادة هذه الأمراض لا تشكل خطورة إن استمرت لفترات قصيرة، لكن في حال استمرارها وتكرارها تدل على أمراض عديدة بعضها شديد الخطورة، ويستلزم إجراء الفحوصات التشخيصية العميقة لمعرفة السبب وراءها ومنها متلازمة القولون العصبي، الارتجاع المعدي المريئي، التسمم الغذائي، والإمساك والإسهال.
أما أمراض الجهاز الهضمي الهيكلية وهي التي تصيب الجسم نتيجة حدوث تغير كبير في أحد أجزاء الجهاز الهضمي، وغالبا هذه الأمراض تحتاج إلى علاج دوائي أو علاج جراحي لتعديل الوضع وإرجاعه كما كان سابقا قدر المستطاع.
ومن هذه الأمراض البواسير، أورام القولون الحميدة أو الخبيثة، مرض التهاب الأمعاء، التهاب القولون التقرحي، التهابات الزائدة الدودية، الانسداد المعوي، متلازمة سوء الامتصاص، التهاب الكبد، الأمراض الجلدية.
لذا، يعد الجهاز الهضمي من الأعضاء المهمة والحيوية في جسم الإنسان، كما ينبغي أن نعلم أن وجود جهاز هضمي صحي خالٍ من الاضطرابات يعد مؤشر على الصحة الجيدة لأنه مركز الصحة في الجسم.
والسؤال هنا كيف يمنحك الجهاز الهضمي الصحة وكيف يجعلك مريضا؟، وللإجابة عن هذا السؤال علينا أن نعرف أن الجهاز الهضمي يحتوي على أعداد كبيرة من البكتيريا النافعة أكثر من 500 نوع تشكل مصنعا كيميائيا ضخما تساعد على هضم الطعام، وتنظيم الهرمونات، والتخلص من السموم، وإنتاج مركبات الفيتامينات وغيرها.
هذه البكتيريا النافعة تحافظ على الأمعاء والجسم سليما، وفي مقابل ذلك توجد البكتيريا الضارة مثل الطفيليات والخمائر التي تلحق الضرر بالصحة.
أولا: ينبغي علينا الحفاظ على التوازن الصحي بين البكتيريا النافعة والبكتريا الضارة للحفاظ على صحة جيدة للجهاز الهضمي والجسم.
ثانيا: يوجد جهاز مناعي داخل الجهاز الهضمي، في حالة وجود خلل من الممكن أن يصبح الجسم حساس من الأطعمة التي عادة ما يكون قادرا على هضمها، وعندما يصبح الجهاز المناعي مفرط النشاط، تبدأ الالتهابات في جميع أنحاء الجسم.
ثالثا: يعتبر الجهاز الهضمي «الدماغ الثاني» في الجسم، فهو يحتوي على أكثر من مائة مليون خلية عصبية تبطن الجهاز الهضمي من الداخل، وهو نفس العدد الموجود في«الدماغ»، وفي واقع الأمر فإن الأمعاء الدقيقة والغليظة في أجسامنا تحتوي أيضا على ملايين الخلايا العصبية، ويطلق عليها «دماغ الجهاز العصبي المعوي»، وهناك رسائل باستمرار بين «دماغ» الأمعاء و«دماغ» الرأس، وعندما يتم التدخل في تلك الرسائل بأي شكل من الأشكال يؤثر على صحة الجسم.
رابعا: الجهاز الهضمي يتخلص من جميع السموم المنتجة من الجسم، فعندما تصاب بالإمساك تتجمع السموم في الجسم وتعاني صحتك.
وتوجد العديد من الخطوات التي إذا اتبعها الإنسان سيصل لصحة مثالية للجهاز الهضمي بشكل خاص والجسم بشكل عام، وفي مقدمتها الحرص على تناول الأغذية الغنية بالألياف مثل الخضراوات والحبوب الكاملة، والقضاء على حساسية الأطعمة وذلك عن طريق الامتناع عن تناول الجلوتين، منتجات الألبان، الخميرة، والذرة، والصويا، والبيض لمدة أسبوع أو اثنين.
ولإعادة توازن البكتريا النافعة للجهاز الهضمي لابد من الحرص على تناول البكتيريا النافعة للوقاية من الأمراض، وكذلك استخدام الأنزيمات العلاجية عند وجود نقص في الأنزيمات داخل الجسم، وعلاج الالتهابات الناتجة عن الطفيليات أو البكتيريا الضارة أو الخمائر التي تمنع الجهاز الهضمي من أداء وظيفته.
وأخيرا استعادة الهضم الصحيح قد يستغرق بعض الوقت ولكنه ليس صعبا، وبالإمكان القيام به ويعتبر ضرورة لصحة جسمك.