استضافت جنيف امس مؤتمرا دوليا برعاية المملكة العربية السعودية لتنسيق وصول المساعدات الإنسانية التي يحتاج اليها سكان السودان، وذلك بالتزامن مع هدنة جديدة دخلت حيز التنفيذ وتستمر 3 أيام.
وإلى جانب السعودية، شارك في المؤتمر الذي نظم عبر الفضاء الافتراضي كل من قطر ومصر وألمانيا ومكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) والاتحاد الأوروبي ومفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين.
وتعهد المانحون بتقديم نحو 1.5 مليار دولار للمساعدة في تخفيف الأزمة الإنسانية في السودان والدول المجاورة التي تستضيف لاجئين فارين من القتال بحسب ما أعلنت الأمم المتحدة.
وأكد وزير الخارجية السعودي سمو الأمير فيصل بن فرحان في كلمته أمام المؤتمر أن المملكة تواصل مساعيها لحل الأزمة التي تفجرت بين الجيش وقوات الدعم السريع، بالطرق السلمية.
وأشار إلى أن الشعب السوداني الشقيق يتطلع إلى دعم عاجل لمواجهة التحديات، معربا عن أمله في نجاح إيصال الإغاثة للمحتاجين، مضيفا ان السعودية خصصت مركزا في جدة لتحويل المساعدات الإنسانية. وقال الأمير فيصل بن فرحان إن مركز الملك سلمان للإغاثة خصص 100 مليون دولار للدعم الإنساني بالسودان.
من جهته، قال رئيس الوزراء ووزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني إن بلاده تتعهد بتقديم مساعدات للسودان بقيمة 50 مليون دولار.
وفي سياق متصل، أعلن منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة بالأمم المتحدة مارتن غريفيث خلال كلمته أمام المؤتمر أنه سيخصص 22 مليون دولار إضافية للاحتياجات الإنسانية ذات الأولوية في السودان.
وقالت مديرة الوكالة الأميركية للتنمية الدولية سامانثا باور إن الولايات المتحدة تتعهد بتقديم مساعدات إضافية قدرها 171 مليون دولار لتلبية الاحتياجات الإنسانية في السودان.
بدورها، تعهدت ألمانيا بتقديم مساعدات إنسانية بقيمة 200 مليون يورو، فيما أشار مفوض الاتحاد الأوروبي لإدارة الأزمات إلى أن الاتحاد وأعضاءه تعهدوا بتقديم نحو 500 مليون يورو لدعم السودانيين العام الحالي.
وحذر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش من أن السودان يغرق في الموت والدمار بسرعة غير مسبوقة، وذلك في مستهل مؤتمر تستضيفه جنيف لتنسيق إيصال المساعدات إلى هذا البلد، حيث تتواصل الحرب من أكثر من شهرين.
وقال غوتيريش أمام المشاركين في المؤتمر إن «حجم وسرعة غرق السودان في الموت والدمار غير مسبوق. من دون دعم إضافي قوي يمكن أن يصبح السودان بسرعة مكانا لانعدام القانون ولنشر عدم الأمان في أنحاء المنطقة».
وأوضح ان «الوضع في دارفور والخرطوم كارثي. القتال محتدم والناس يتعرضون لهجمات في منازلهم وفي الشوارع.. وخلال أكثر من شهرين بقليل، أرغم مليونا شخص على ترك ديارهم بحثا عن ملاذ في مناطق أكثر أمانا في السودان أو خارج الحدود، وعبر ما يقرب من نصف مليون شخص الحدود إلى البلدان المجاورة».
وأضاف: «قبل اندلاع هذا النزاع، كان السودان يعاني بالفعل من أزمة إنسانية. وتصاعد هذا الأمر الآن إلى كارثة أثرت على أكثر من نصف سكان البلاد. ومن الضروري منع الوضع من التدهور أكثر من ذلك».
ووجهت الأمم المتحدة نداءين لمعالجة الأزمة عبر الاستجابة الإنسانية داخل السودان والاستجابة لاحتياجات اللاجئين في الدول المجاورة، معلنة عن حاجتها إلى 3 مليارات دولار العام الحالي لم تحصل إلا على أقل من 17% منها.