- فهد الناصر: «هبّة» كذابة لن تستمر ولا يوجد شيء يعوض الصوت البشري
- فايز السعيد: التقنية «تضحك» ولن تستمر لأن الغناء إحساس ومشاعر
- إبراهيم دشتي: أعتبرها عقلاً بلا قلب وانتحال هوية كاذبة بأصوات مزيفة
- شذى حسون: هذه التقنية ستؤدي إلى انقراض المطربين وأتمنى توقفها
تحقيق - ياسر العيلة
«شرايكم في موضوع طرح أغان بأصواتكم وأنتم لم تقوموا بغنائها من الأساس عن طريق تقنية الذكاء الاصطناعي لاستنساخ أصوات المطربين؟» هذا السؤال وجهته «الأنباء» لعدد من المطربين والملحنين لمعرفة رأيهم في تلك التقنية، وهل ستحصل معركة بين المطربين، وهذه التقنية التي يتعين عليهم جميعا خوضها في السنوات المقبلة تتمثل في الدفاع عن رأسمالهم البشري ضد الذكاء الاصطناعي، خاصة ان هذه التقنية قد تصلح في الموسيقى الإلكترونية، لكنها لا تصلح للأغنيات التي تعبر عن المشاعر. ومن خلال السطور التالية، نرصد آراء هؤلاء الفنانين والتي جاءت على النحو التالي:
تحدث في البداية الملحن المتميز فهد الناصر قائلا: أعتبر هذا الموضوع «هبة» كذابة وغير حقيقية ولن تستطيع أن نعوض الصوت البشري مهما جعلونا نتخيل ان المطرب «فلان» غنى، هل هذا يعني أني أحضر أغنية لمناسبة ما أو «عرس» وأركب عليها «بصمة صوت» المطرب الكبير محمد عبده على سبيل المثال، وأقول أنا أحضرته في هذا العرس؟! بذلك يقعد محمد عبده في البيت ولا يشتغل، لذلك أرى ان القائمين على هذه الموضة الكاذبة يريدون قطع أرزاق الفنانين بشكل عام والكبار منهم بشكل خاص، لأنه كما تعلم ويعلم الجميع ان اعتماد المطربين النجوم حاليا على الأغاني «السنيغل» الخاصة بالمناسبات، فإذا توقفت فهذا يعني توقف مصدر رزق أكثر النجوم في الوطن العربي، فالأغاني التي استمعت إليها مؤخرا من خلال هذه التقنية تفتقد الجودة والإحساس، وأراها ظاهرة لن تستمر لأنه ببساطة لا يوجد شيء يعوض الصوت البشري الحقيقي.
من جانبه، قال المطرب والملحن الإماراتي فايز السعيد: بصراحة هذا الذكاء الاصطناعي لم يدخل مزاجي أبدا ولم أقتنع به، وواضح انه مجرد اجتهاد من البعض، لذلك أعتبره مجرد موضة وسوف تنتهي، فلكل فنان إحساسه وشخصيته، حتى لو أجاد هذا الذكاء الاصطناعي بشكل صحيح في بعض الأماكن أثناء الغناء فلن يكون مضبوطا في أماكن أخرى بنسبة 100%، ومهما قالوا ومهما صار ستظل هذه التقنية مجرد شيء وقتي وموضة «تضحك» ولن تستمر لأن الغناء إحساس ومشاعر.
أما النجم الشاب إبراهيم دشتي فقال: هذا الموضوع خطير، ويجب التصدي له بشدة، لأنه سيكون كارثة على المطربين وسيتسبب في جلوسهم ببيوتهم دون عمل، فكيف تؤخذ بصمة صوتي ويتم تقديم أغنية من خلالها، ويتم تركيبها على صوت آخر دون علمي؟! فهذا يعتبر انتحال هوية كاذبة، وأصوات مزيفة، ولو تحدثنا بشكل فني وعقلاني في الموضوع فهناك العديد من علامات الاستفهام، مثل أن صاحب الصوت الأصلي كانت لديه رؤية خاصة به ووجهة نظر ميزته، وجعلت الجمهور يلتف حوله بسبب اختياراته وإحساسه في الأداء، لذلك نجد أنه من الممكن أن تأتي التقنية الحديثة بطبقات الصوت الأصلي، لكنها تفتقر لشيئين مهمين جدا، هما إحساس هذا المطرب صاحب الصوت الأصلي وأسلوبه في أداء الأغنية أمام الجمهور، وأنا أعتبر هذه التقنية عقلا بلا قلب وبلا إحساس.
من جانبها، تحدثت النجمة العراقية شذى حسون، قائلة: الموضوع بالفعل خطير، وسيجعل أي شخص لا يملك موهبة حقيقية يصبح مطربا بمجرد ان يتم أخذ بصمة صوته ويتم العمل عليها عن طريق تقنية الذكاء الاصطناعي. وأضافت «ساخرة»: هذه التقنية ستؤدي إلى انقراض المطربين والمطربات في أقرب وقت. وأكملت: جميعنا نحب التطور والاختراعات التي تخدم البشرية لكن ليس لدرجة ان يمحى دور الفنان في الحياة فهو خلق ليغني، وكل إنسان في الدنيا له بصمة سواء بصمة صوت أو يد أو عين، فيجب ألا توضع أي بصمة منهم عند إنسان آخر، لذلك أعتبر ما يحدث جراء هذه التقنية غلطة كبيرة، وأتمنى ان تتوقف في أقرب وقت.
الجدير بالذكر ان هناك عددا كبيرا من المطربات أعلنوا رفضهم لتقنية الذكاء الاصطناعي، حيث أعربت الفنانة أنغام رفضها استخدام صوتها في عمل آخر دون معرفتها، ودون أن تكون لها يد بالأمر، وتمنت أن تكون هذه ظاهرة مؤقتة فقط وتنتهي، لأنها شعرت بأن صوتها بالذكاء الاصطناعي بدون إحساس وكذلك لتخوفها من تأثير تلك التقنيات على مسيرة المطربين المهنية.
أما المطربة إليسا، فقالت إنها ترفض هذا الأمر بشكل قاطع، لأنها تشعر أن هناك أهدافا أخرى غير معلنة وراء الذكاء الاصطناعي. وأضافت ان هذا الأمر سيجعل الناس لا تفكر ولا تعمل لأنه سيقوم بكل شيء مثل الغناء والكتابة وغيرها، ولكنها حتى الآن لا تعرف ما وراء هذا الأمر.
وكان للمطربة الكبيرة سميرة سعيد رأي خاص في هذه القضية، حيث قالت: كان هناك شيء نسميه الخيال العلمي، أصبح الآن واقعا علميا، حيث يقوم الذكاء الاصطناعي بجميع المهام عن طريق ضغطة زر ويتم من خلالها استخدام بصمة الصوت في الغناء، فلا يوجد شيء يمكن فعله سوى قرار تجريمه أو السماح به، ويجب أن يكون هناك قانون دولي ينظم استخدام بصمة الصوت، وتقنياتها، حتى لا يحدث أي مشاكل أو أزمات.