عزيزي النائب والوزير، بعد التهاني والمباركة بالثقة التي نلتها والتي أتمنى أن يتكلل مشوارها بـ «النجاح والفلاح» أحببت أن أقدم لكما هذه الرسائل الصادقة.. فخذاها بقلب صادق:
المنصب ليس كل شيء، فهذا الكرسي «الأخضر» الذي حزته قد جلس عليه قبلك الكثير والكثير من الناس، والفائز من نال رضا الله بسبب صنائعه الحسنة، والتي حققت العدل والحق بين الناس.
فتجنب مسالك الأشرار ومناهجهم، وكن من الأخيار والفضلاء واصنع صنيعهم، فالفضلاء والأخيار لهم مكانة عالية عند الله وعند عباده.
كن على حذر، فأنت محاسب أمام الله غدا، واعط كل ذي حق حقه، وانظر لحال الغني والفقير، واحرص على الاهتمام بحقوق الناس.
وكن على يقين بأن ما تصنعه من خير سوف تلقاه أمامك غدا، حين لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.
كل صغيرة وكبيرة تحت يدك سوف تسأل عنها، فكن صاحب يد نظيفة، وانشر الحق في كل شيء تطوله يداك، فالذي يغرس الخير ويسن سنة حميدة بإمكانياته المتاحة، ستعود عليه المنافع والخيرات من كل جانب، فكن مع الحق وانشر العدل.
اعمل بأسلوب جماعي وبنوايا صادقة، وانظر لهموم الناس، وقدم لهم الحلول التي تحل مشاكلهم، وكن مفتاح خير ومغلاق شر، وتجنب الصراعات الشخصية، واعلم أن كل إنسان يعيش في مجتمعك أنت مسؤول عنه بحسب ما أعطيت من صلاحيات، فعامل الناس بالحسنى والعدل، واعط كل ذي حق حقه.
وهنا نذكرك بالله، فالذكرى تنفع المؤمنين، فمن نسي الله فسينسيه الله نفسه، فقد قال سبحانه: (ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم)، ويقول سبحانه: (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي). فاتق الله بكل ما تفعل وتقول.
ضع الحق والعدل لك مسطرة، واجعلهما مسارك الذي تسير من خلاله، ولا تهتز أمام مغريات الحياة، فمن اهتز معها وتفاعل مع سقطاتها وقع، وقع، ووقع من أعين الناس ومن قلوبهم.
ومن لم يحظ بقبول قلوب الناس فإنه قد خسر شيئا عظيما، فقبول الناس من الدلائل المهمة لقبول رب الناس لك، ولعل هذا الحديث العظيم يوضح المعنى الذي أصبو إليه.. فالنبي ﷺ يقول: «إن الله تعالى إذا أحب عبدا دعا جبريل، فقال: إني أحب فلانا فأحببه، فيحبه جبريل، ثم ينادي في السماء، فيقول: إن الله يحب فلانا فأحبوه، فيحبه أهل السماء، ثم يوضع له القبول في الأرض، وإذا أبغض عبدا دعا جبريل، فيقول: إني أبغض فلانا فابغضه، فيبغضه جبريل، ثم ينادي في أهل السماء: إن الله يبغض فلانا فأبغضوه، ثم توضع له البغضاء في الأرض».
هذه نصائح عاجلة ومختصرة عنوانها «العدل والحق» فالعدل والحق عندما تمتاز بهما أيها النائب الكريم وأيها الوزير الفاضل، فإنك ستحقق الخير في كل القضايا والهموم التي تؤرق المجتمع بفقيره وغنيه.
أخيرا: الكويت بلد مبارك وعظيم ويستحق أن نضحي بكل شيء من أجله، وهذا جزء من قصيدة كتبتها سابقا:
نتشارك بالفعل قبل الكلام
ونتعاون.. والهدف خير بخير
ونتواصل وتناصح بانسجام
كف بكف.. كبير مع صغير
والمشاكل لو هي اكبار وجسام
تنتهي بالشور والراي النضير
وبالمحبة والتعاون والوئام
ينتهي كل شي.. لو إنه خطير
المحبة تنهي أسباب الخصام
تجمع الشمل المشتت والعثير
والتباغض يجعل المبني حطام
ويفني آمال وطموحات كثير
HaniAlnbhan@