تفضل سيدي سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ مشعل الأحمد مشكورا على مدار يومين بتشخيص الداء ووصف الدواء، فخلال استقبال أعضاء الحكومة الجديدة رسم خطة عمل وخارطة طريق للمرحلة المقبلة شعارها التعاون لأجل الكويت والتأكيد على أن مصلحة الكويت فوق كل اعتبار، وهو ما يستوجب من الحكومة ومجلس الأمة التعاون لتحقيق الطموحات التي يتطلع إليها الشعب، والنهوض بالتنمية وحل الملفات العالقة التي تهم المواطن. وفي جلسة افتتاح مجلس الأمة وجه رسائل واضحة إلى السلطتين مفادها أنه لم يعد هناك مجال لهدر الجهد والوقت والإمكانات في صراعات وتصفية حسابات وافتعال أزمات وممارسات غير مسؤولة باتت محل استياء وعقبة أمام الإنجازات.
حقا يا سمو نائب الأمير إن الكويت هي الأمانة الكبرى وصونها وتوفير العيش الكريم لأبنائها مسؤولية جماعية، فهذا الأمر والنطق السامي يتوجب أن يكون محل تطبيق وليس فقط بالمشاعر والنوايا الطيبة ولكن بخطط عمل وبرامج تنفذ على ارض الواقع ومن خلال ترسيخ دولة القانون والمؤسسات، وتجسيد العدالة والمساواة، ووضع مصلحة الكويت في المقام الأول وفوق الجميع.
سمو نائب الأمير ذكّر الحكومة بالمسؤوليات والواجبات التي تفرضها هذه المرحلة المهمة والتي حقا تتطلب العمل الدؤوب لمواصلة مسيرة الإصلاح، من خلال البدء بمرحلة جديدة من العمل الوزاري والوعي الكامل واليقظة التامة للمحافظة على مصالح الوطن والمواطنين، واستعداد سموه بحكم خبرته العريقة بإسداء التوجيه والنصائح الأمنية الصادقة وهو ما يمنح حكومة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح قوة لإدارة المرحلة انطلاقا من مرجعية شديدة العشق والحب لهذا الوطن ونهضة مواطنيه.
لذا، فإن الحكومة مطالبة بتحديد مكامن الخلل ومواطن القصور، وتلمس هموم المواطنين والارتقاء بالخدمات وتطوير البنية التحتية، ليستشعر الجميع بإنجازات واقعية ملموسة.
وفي الختام، أبارك اختيار الأخ الكبير أحمد السعدون رئيسا لمجلس الأمة، وأدعو الله العلي القدير أن يوفق سمو رئيس مجلس الوزراء الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح وأبارك الى النائب الأول لرئيس الوزراء ووزير الداخلية الشيخ طلال الخالد عودته المباركة، ونثمن جهوده الكبيرة، وأبارك أيضا لنائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد الثقة السامية الغالية، وحفظ الله الكويت من كل مكروه.
آخر الكلام: بمناسبة قرب حلول عيد الأضحى المبارك أبارك لصاحب السمو الأمير الشيخ نواف الأحمد، حفظه الله، وإلى نائب سمو الأمير وولي عهده الأمين الشيخ مشعل الأحمد وإلى الشعب الكويتي والحكومة الرشيدة، وللإخوة الزملاء العاملين بوزارة الداخلية. أعاده الله علينا وعلى الأمتين العربية والإسلامية بكل خير.