تسود الكويت حالة من الرضا والارتياح بعد أن أنجزت انتخابات مجلس الأمة 2023، حيث أبدى الجميع رغبته في العمل لتصحيح المسار والتوجه نحو تحقيق الأهداف للوصول إلى الإنجازات التنموية بعد أن ساد الركود التنموي ما يقارب العقد من الزمن جراء الهشاشة تحت قبة البرلمان والتي نتج عنها الخلافات غير المنطقية والمناكفات غير المسؤولة التي شوهت الإطار العام، وكانت سببا من أسباب تأخر عجلة التنمية للتقدم والازدهار المرجوان منها.
ولعل كلمة النطق السامي التي ناب بها سمو ولي العهد عن صاحب السمو الأمير كان لها أثر واضح على الجو العام السائد في البلاد، حيث تضمنت دعوة صريحة لكلتا السلطتين التشريعية والتنفيذية للتعاون والعمل معا لنبذ الخلافات وإتاحة الفرصة لكل منهما لتقوم بدورها الوطني بسمة أكثر إيجابية ومسؤولية تجاه الكويت وأهلها الذين ينتظرون نهاية لحالة الجمود التي سادت البلاد في السنوات الماضية.
كما طالب سمو ولي العهد السلطة التشريعية بإعطاء الفرصة للسلطة التنفيذية للعمل وعدم التسرع بالنقد وتقديم الأسئلة والاستجوابات التي من شأنها أن تعرقل العمل وتبعث على تعكير الجو العام بين السلطتين، حيث يصعب العمل ويحد من الإنجازات.
ولا شك أن نتائج الانتخابات أفرزت نخبة من أبناء الكويت تعهدت فئة منها في برامجها الانتخابية بالعمل على تحقيق ما يصبو إليه الشعب الكويتي، كما تميز نوابنا الحاليون بتواجد عدد من الشباب الجدد، ما جعل المجلس يتميز بالجمع بين الشباب والخبرة، وهي سمة لا شك أنها إيجابية، حيث ستجمع بين الحيوية والمعرفة.
ولعل المراقب للأجواء التي تسود المجتمع الكويتي بشكل عام يشهد الرضا وعدم التسرع في الحكم على الأمور والتمهل وعدم استعجال النتائج النموذجية، فالكل يرى أن الكويت تستحق من أبنائها المساهمة في التوصل لحالة من التوافق، ما يساعد على توفير بيئة مناسبة للعمل الجاد لتحقيق الإنجازات التي يتطلع إليها أبناء الشعب دون استثناء.
لقد انعكست هذه المظاهر الإيجابية على مزاج جميع فئات المجتمع الكويتي الذي يشهد فترة من السكون والاستقرار والتفاؤل، ونحن نعيش في فترة عيد الأضحى وموسم الحج الذي نتطلع إليه ونشاهد المسلمين يقومون بمناسك الحج وشعائره، متمنين أن يكتب الله لنا القيام بهذه المناسك في العام المقبل.
وآخر دعوانا: يا رب لا تشمت فينا أعداءنا ولا حاسدينا، واجعل كل قضاء قضيته لنا خيرا، ربنا لا تحملنا ما لا طاقة لنا به، واعف عنا وارحمنا، واحفظ ولاة أمرنا ومتعهم بالصحة والعافية وارزقهم الرشد والبطانة الصالحة، وكل عام وأنتم بخير.