أتم حجاج بيت الله الحرام من غير المتعجلين أداء مناسكهم أمس، حيث رموا الجمرات بمشعر منى في ثالث أيام التشريق الموافق رابع أيام عيد الأضحى المبارك، ثم توجهوا إلى المسجد الحرام مؤدين طواف الوداع، متضرعين إلى الله تعالى أن يجعل سعيهم مشكورا وحجهم مبرورا.
وبنظرات أخيرة على مشعر «منى» الطاهر، ذرف حجاج بيت الله الحرام حال مغادرتهم المشاعر المقدسة ومكة المكرمة وعلى جنباتها دموع الفرح، بعد أن تحققت أمنيتهم بأداء فريضة الحج بكل يسر وسهولة.
واستيقظ مشعر «منى» على كلمة «وداعا منى»، وهي العبارة التي رددها ضيوف الرحمن وهم يغادرونها، بعد أن أتموا مناسك الحج، وتمكنوا في هدوء من رمي الجمرات في آخر أيام التشريق.
في هذه الاثناء، أعلن وزير الصحة السعودي فهد الجلاجل ـ في بيان ـ نجاح موسم حج هذا العام 1444هـ، وخلوه من أي تفشيات، أو مهددات على الصحة العامة مع ما شهده هذا الموسم من عودة لأعداد الحجيج لما كانت عليه قبل الجائحة.
وعزى نجاح الخطط إلى «التكامل بين جميع الجهات الحكومية والاستعداد المبكر، والتميز في إدارة الحشود والاستعداد لأي طارئ».
وأضاف أن المنظومة الصحية جهزت 354 منشأة صحية، شارك في تقديم الخدمات بها أكثر من 36000 طبيب وممارس صحي مدعومين بـ 7600 متطوع.
وأوضح الجلاجل أن عدد الذين تلقوا الخدمات الصحية فاق 400 ألف حاج، كما تم إجراء 50 عملية قلب مفتوح، و800 قسطرة قلبية، إضافة إلى ما يزيد على 1600 جلسة غسيل كلوي، مع تقديم خدمات افتراضية عبر مستشفى صحة الافتراضي لأكثر من 4000 حاج، والتعامل مع أكثر من 8000 إصابة متعلقة بأشعة الشمس والإجهاد الحراري، مثنيا على دور الجهود التوعوية في تقليص عدد الحالات.
هذا، ورفع صاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن سعود بن نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ولصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمناسبة نجاح موسم الحج.
وقال: يسرني تهنئتكم، حفظكم الله، على نجاح موسم حج هذا العام الذي تحقق بفضل الله وتوفيقه ثم بإشرافكم المباشر، وتوجيهاتكم السديدة التي وضعها أبناؤكم رجال الأمن نصب أعينهم وهم يتسابقون على هذا الشرف العظيم إثر صدور توجيهكم الكريم بعودة أعداد الحجاج لما كانت عليه قبل جائحة كورونا.
وأضاف: تمكنت جميع الجهات المشاركة في مهمة الحج من تنفيذ كل الخطط الأمنية، والوقائية، والتنظيمية، والصحية، والخدمية، والمرورية بما يتوافق مع أعداد الحجاج لهذا العام التي بلغت 1.845.045 حاجا، وتقديم الخدمات لهم بأعلى معايير الجودة مما مكنهم من أداء مناسكهم بكل يسر وسهولة.. ولم يشهد موسم حج هذا العام ولله الحمد ما يعكر صفوه أو يؤثر على أمن وسلامة الحجاج، كما لم تسجل أي حالات وبائية.
كما رفع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ د.عبدالرحمن بن عبدالعزيز السديس باسمه وباسم أئمة وخطباء وعلماء الحرمين الشريفين ومنسوبي الرئاسة العامة لشؤون الحرمين الشكر والثناء والتهنئة والتبريكات لخادم الحرمين الشريفين وولي العهد رئيس مجلس الوزراء بمناسبة نجاح موسم الحج.
وأكد السديس أن ما يشهده الحرمان الشريفان من تميز على كل الخدمات الميدانية والإدارية هو نتاج دعم سخي ولا محدود من القيادة الرشيدة لكل ما من شأنه تيسير أداء النسك والعبادات في المسجد الحرام والمسجد النبوي، مشيرا إلى أن المسجد الحرام شهد نقلة نوعية في مستوى الخدمات البشرية والتقنية مما كان له الأثر الكبير في تحقيق أعلى نسبة رضا للقاصدين عن المنظومة الخدمية بالحرمين الشريفين.
الى ذلك، أكملت الهيئة السعودية للبيانات والذكاء الاصطناعي (سدايا) جميع مهامها المنوطة بها في تجهيز البنية التقنية للمنافذ الجوية والبحرية والبرية في المملكة لتسهيل إجراءات مغادرة حجاج بيت الله الحرام إلى بلدانهم وذلك بالتعاون مع عدد من الجهات الحكومية ذات العلاقة بأعمال الحج.
وقالت وكالة «واس» إن «سدايا» عملت على تأمين دوائر الاتصالات الأساسية والاحتياطية في المنافذ لضمان استمرار الخدمة دون انقطاع في مناطق: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والشرقية، وتبوك، والجوف، والحدود الشمالية، ونجران، علاوة على دعمها بالموارد البشرية والأجهزة التقنية اللازمة لتطوير العمل بها، وتنفيذ الصيانة الوقائية لغرف البيانات وأجهزة الشبكة وأجهزة محطات العمل مع تفعيل نظام المسافرين الحديث الذي أسهم في زيادة سرعة نقل البيانات وتقليل نسبة التوقفات، كما تم تركيب محطات التقاط وتسجيل السمات الحيوية وتهيئتها في منافذ المملكة مع تهيئة وبرمجة الأجهزة وتنصيب النسخة المعتمدة في «سدايا».
قادة العالم يثمّنون جهود المملكة لتيسير شعائر الحج وخدمة ضيوف الرحمن
عواصم - وكالات: تلقى خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، التهنئة من القادة والزعماء وكبار الشخصيات الاسلامية بنجاح موسم حج هذا العام 1444هـ، حيث ثمنوا الجهود التي تبذلها المملكة من أجل خدمة حجاج بيت الله الحرام وتمكينهم من اداء مناسكهم بسلاسة ويسر وأمان وسكينة.
وثمن الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم البديوي، الجهود الكبيرة والمقدرة التي تقوم بها حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز تجاه خدمة حجاج بيت الله الحرام من إقامة شعائر الحج وأداء مناسكهم يسهم في خلق أجواء مفعمة بالسكينة والإيمان وبالشكل الآمن والميسور، وتقديم العناية اللازمة لهم، بما يتفق مع مقاصد الشريعة الإسلامية، والاهتمام الكبير التي توليه حكومة المملكة لضيوف الرحمن.
وأشاد البديوي بأهمية ما تقدمه حكومة المملكة من مشروعات جديدة ومتطورة في موسم الركن الخامس، ما جعل التكامل في إدارة موسم الحج لهذا العام يصل إلى درجة عالية ومتفردة أشاد بها الحجاج أنفسهم وبعثاتهم، مؤكدا أن «خدمة الحرمين الشريفين شرف عظيم ومسؤولية كبيرة تنهض بأدائها المملكة منذ عهد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن - رحمه الله - حتى عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-، سائلا المولى عز وجل أن يجزيهم عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء».
وهنأ صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، أخاه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، بمناسبة نجاح موسم الحج لهذا العام 1444هـ.
وأعرب سموه في برقية بعثها لخادم الحرمين الشريفين، عن خالص التهاني بالنجاح الكبير لموسم الحج في هذا العام، والذي تحقق بفضل من الله تعالى ثم بفضل العناية الكريمة التي أولاها خادم الحرمين الشريفين وحكومته الرشيدة ومؤسساتها لخدمة ضيوف الرحمن ليؤدوا مناسكهم بطمأنينة وأمان.
كما بعث صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، وسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس الدولة نائب رئيس مجلس الوزراء وزير ديوان الرئاسة، ببرقيتي تهنئة مماثلتين.
وتلقى خادم الحرمين الشريفين برقيات تهنئة مماثلة من كل من: صاحب السمو الشيخ د. سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وصاحب السمو الشيخ حمد بن محمد الشرقي عضو المجلس الأعلى حاكم الفجيرة، وصاحب السمو الشيخ حميد بن راشد النعيمي عضو المجلس الأعلى حاكم عجمان.
وفي سياق متصل، هنأ الرئيس الفلسطيني محمود عباس خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين بنجاح موسم الحج للعام الحالي، كما الأعوام السابقة، مشيدا بجهودهما المباركة وجميع الجهات والمؤسسات القائمة على هذا الحدث الديني المقدس، والتي نتج عنها أداء الحجاج لمناسكهم بطمأنينة وأمان وعودتهم إلى ديارهم سالمين.
بدورها، أشادت منظمة التعاون الاسلامي بما وفرته حكومة المملكة العربية السعودية من خدمات ميسرة لزوار بيت الله الحرام من القادمين من الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي، والدول التي تضم مجتمعات وجاليات مسلمة. وأكد الأمين العام للمنظمة حسين إبراهيم طه أن هذه الخدمات السعودية الجليلة والتسهيلات والخدمات للبقاع المقدسة، تعد شرفا عظيما، فضلا عن كونها مسؤولية مستحقة تبادر بها المملكة بكل تفان وإخلاص وسخاء وعطاء.
من جهته، تقدم فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، د.أحمد الطيب بخالص التهنئة لخادم الحرمين الشريفين وولي عهده، والمملكة، قيادة وحكومة وشعبا، بمناسبة نجاح موسم الحج، وتيسير أداء ضيوف الرحمن لمناسك الحج في سهولة ويسر. وأعرب د. الطيب عن خالص تقديره للدور الكبير الذي تقوم به المملكة بقيادة خادم الحرمين في توفير كل سبل الراحة لحجاج بيت الله الحرام، الذين يفدون إليها من كل فج عميق، لأداء هذا الركن الأعظم من أركان الإسلام، في ظل حالة من الأمن والسلام والرعاية التي توفرها لهم المملكة بكل مؤسساتها ومواطنيها، الذين لا يدخرون جهدا من أجل راحة ضيوف الرحمن، وإرشادهم والتيسير عليهم، داعيا المولى- عز وجل- أن يحفظ المملكة العربية السعودية وسائر بلاد المسلمين، وأن يديم عليها نعم الأمن والأمان والسلامة والرخاء والاستقرار.
تسليم وثيقة بها لمكاتب شؤون الحج والمتضمنة حصة كل دولة
إعلان الترتيبات والمخطط الزمني لحج العام المقبل
مكة المكرمة - «واس»: كشف وزير الحج والعمرة السعودي د.توفيق الربيعة، عن الترتيبات المبكرة لحج العام القادم 1445هـ، حيث أعلن تسليم وثيقة الترتيبات الأولية لمكاتب شؤون الحج لموسم الحج المقبل والمتضمنة حصة كل دولة، لافتا إلى أن البرنامج الزمني الجديد يعد تحولا مهما سيسهم في الاستعداد المبكر، ودعا الدول إلى الاستعداد من الآن لضمان تقديم خدمات متميزة تليق بضيوف الرحمن.
وأشار د.الربيعة في بيان أوردته وكالة الأنباء السعودية الرسمية «واس» أمس، إلى المخطط الزمني لآلية حج العام المقبل لمكاتب الحج، وهو كالتالي: الأول من ربيع الأول 1445هـ الموافق 16 سبتمبر 2023م بدء الاجتماعات التحضيرية وفتح المسار الإلكتروني لإدخال البيانات وإعلان قائمة الشركات المرخصة، وكذلك التعاقد مع الهيئة العامة للطيران المدني وتفعيل المحفظة المالية في المسار الإلكتروني، وفي 20 ربيع الآخر 1445هـ الموافق 4 نوفمبر 2023م إتاحة باقات الخدمات للحجاج.
وأضاف: «في 26 جمادى الآخر 1445هـ الموافق 8 يناير 2024م سيتم إطلاق معرض ومؤتمر خدمات الحج والعمرة برعاية كريمة من خادم الحرمين الشريفين، والذي سيكون بمنزلة المعرض المتكامل لجميع الخدمات المتاحة التي ستقدم لحجاج بيت الله، في حين سيتم إنهاء التعاقدات في السكن والمشاعر بتاريخ 15 شعبان 1445هـ الموافق 25 فبراير 2024م»، مؤكدا أن الدولة التي تنهي تعاقداتها مبكرا ستكون لها الأولوية في اختيار الأماكن المناسبة لها في المشاعر، وذلك بهدف ضمان الاستعدادات المبكرة من الجميع، حتى نستطيع تقديم خدمة مميزة وأفضل لضيوف الرحمن.
وأوضح أنه في 20 شعبان 1445هـ الموافق 1 مارس 2024 م سيتم البدء بإصدار التأشيرات، بينما سيتم بتاريخ 20 شوال 1445هـ الموافق 29 أبريل 2024م إغلاق المسار لإصدار التأشيرات، في حين سيكون تاريخ 1 ذي القعدة الموافق 9 مايو 2024 م موعد وصول الحجاج إلى المملكة.
وأعرب د.الربيعة عن التطلع لأن تسهم هذه الآلية الجديدة في تسهيل الاستعداد الأفضل لضيوف الرحمن وكذلك دعم الشركات المقدمة للخدمة، من خلال الاستعداد الأمثل، لافتا إلى أن الوزارة تتعلم من بلاغات وملاحظات مكاتب شؤون الحج لتقديم خدمة أفضل، ولترتقي بالخدمات المقدمة لضيوف الرحمن.
توزيع مليوني نسخة من القرآن الكريم على الحجاج المغادرين
الرياض ـ وكالات: وزعت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد السعودية، امس مليوني نسخة من القرآن الكريم من إصدارات مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بمختلف الأحجام وتراجم كلمات القرآن الكريم بأكثر من 77 لغة عالمية «هدية خادم الحرمين الشريفين» على الحجاج المغادرين إلى بلادهم عبر مطار الملك عبدالعزيز الدولي وميناء جدة الإسلامي ومختلف المنافذ البرية والبحرية والجوية، وعلى العاملين في الحج من مختلف القطاعات الحكومية.
وذكرت وكالة الأنباء السعودية (واس) أن توزيع الهدية يأتي إنفاذا لتوجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وبمتابعة دؤوبة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، حيث أكملت الوزارة هذا العام تجهيز كونترات لتوزيعها بمختلف المنافذ الحدودية والمطارات وميناء جدة الإسلامي، حيث تحظى الهدية بتقدير كبير واهتمام من جميع حجاج بيت الله الحرام الذين يصفونها بأغلى هدية تقدم لهم من قيادة هذه البلاد المباركة.