من أجل احترام قيمتك ومكانة عقلك، عليك ألا تقدس الأشخاص مهما كانوا، ولكن قدس الحق أينما كان، وانصر أهله، وكن على يقين أن هؤلاء البشر الذين يعيشون معك الآن، هم مثل تكوينك، يحملون الصواب والخطأ بسبب طبيعتهم البشرية، وحين تهب وتعطي التقديس لأحدهم فإنك تكون قد خرجت بصورة غير مقبولة بتاتا، صورة تنصر جانب الخطأ وجانب الصواب معا، المتواجدين في الإنسان، وهذا إجحاف وانقياد ظالم لنفسك ولمجتمعك!.
والأسلوب الصحيح يكون مناصرة الصواب الصادر من الشخص، وتجنب الخطأ وحالة «التقديس» التي تقود إلى حالة من «العمى» تتساوى معها التصرفات الصحيحة والخاطئة، فمن نطق بالحق وعمل عليه، فانصره مادام في كفة الحق، ومن نطق بالباطل وعمل عليه، فأوقفه، مادام في كفة الباطل، فاجعل الحق ركيزة أساسية، ولا تعط البشر فوق مايستحقون.
ومن يتابع مجريات الأحداث بكل صعيد، فسيرى أن جل «النكبات والصدمات» التي تحدث سببها الرئيس حالة «التقديس» الطاغية التي يمنحها بعض الناس للناس!، ولو أنهم ناصروا الحق وقدسوا «الأفكار المحقة» لما وقعوا بتلك «الصدمات» المتكررة، فالحق لم ولن يتغير أبدا، ولن يكون معه صدمة، لأنه ثابت والبشر لا ثبات لهم.
وأتساءل: لماذا هذا «التقديس البشري» الذي يمنحه البعض للبعض؟! لماذا يجعل البشر بعض الناس خطوطا حمراء يمنع الاقتراب منها!، قائلين: «هذا الرجل خط أحمر»!، وممنوع الحديث عنه!، وبالحقيقة من يردد هذا ظالم لنفسه ولمن يقدسه، وفعله مخل بحق كيان الانسان، فالإنسان يجب أن يبقى سامي الفكر والقيمة مهما كان الظرف!.
وأتساءل أيضا: أليس من الاحترام للذات أن يرتقي الإنسان بنفسه أولا، ويكف عن تقليل شأنها؟ ويعمل على رفعتها وسموها وتعليمها حتى تكون في أعلى مستوى.
فلا إشكال في تقديم الاحترام والتوقير لمن يتميز بقيمة ما، واعلم أن الناس لهم مهارات وامكانيات مختلفة ولهم تاريخ مختلف، ولكن الإشكال يقع في حالة التقديس في نفوس البعض، ويجب أن تنتزع هذه الحالة لأنها صفة تقلل من قيمة الإنسان وتسحق كيانه!.
لذلك: يجب أن نجعل الحق هو المقدس، ويجب أن ندرك جيدا أن البشر الذين يمشون فوق الأرض «الآن»، لا يستحق أحدهم التقديس المطلق، لأنهم يحملون الصواب والخطأ، ويجب إنزال كل واحد منزلته الحقيقة دون إفراط أو تفريط.
ختاما: قال ﷺ: «أنزلوا الناس منازلهم».
HaniAlnbhan@
[email protected]