حمداً لله وشكراً على نعمتي الأمن والأمان، فلولاهما ما طاب لنا عيش ولا أدينا العبادات في طمأنينة وراحة بال، وحمدا لله والشكر، والشكر موصول لكل من عمل من أجل راحة الحجاج، وجزاهم الله خير الجزاء، وجعل عملهم خالصا لوجهه الكريم، وفي مقدمتهم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين والشعب السعودي الشقيق.
وللحقيقة وللتاريخ نذكر أن الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود تنبه منذ دخوله مكة عام 1343هـ إلى ضرورة تأمين دروب الحجاج وبسط الأمن على ربوعها، فوضع تنظيمات جيدة تمكن قاصدي بيت الله الحرام وزوار مسجد رسوله المصطفى صلى الله عليه وسلم من أداء فريضتهم بيسر وسهولة وأمان، ثم أنشأ المديرية العامة للحج في العام نفسه لتكون عملية خدمات الحجاج أكثر تنظيما، إذ تضمنت مهامها استقبال الحجاج وتيسير إجراءات إقامتهم وسكنهم وتنقلاتهم وقامت بإنشاء مخيمات لاستراحة الحجاج.
وتواصلت مسيرة الخير بعد رحيل الملك عبدالعزيز، رحمه الله، وبذل الملوك من أبنائه جهودا طيبة في تطوير الحرمين الشريفين وخدمة حجاج بيت الله، وكان كل منهم يضيف مأثرة جديدة إلى مآثر من سبقوه، حفظهم الله ورعاهم، مع باقي القيادة الرشيدة السعودية الذين ينزلون إلى الميدان ليشرفوا بأنفسهم على خدمة حجاج بيت الله الحرام ويلتمسوا حاجاتهم، وفي هذا العهد الميمون وصلت خدمة الحجاج وتوفير المرافق والوسائل التي تساعدهم على أداء مناسكهم إلى مستوى رائع يستحق الإشادة.
ولو سألت أي حاج من أي جنسية عن رأيه فستجد لسانه يلهج بالدعاء لكل من ساهم في هذه الجهود المباركة، فالحجاج يحظون بالاهتمام والرعاية منذ وصولهم حتى مغادرتهم، وكل طاقات المملكة مسخرة من أجلهم، وحسبنا هنا أن نذكر آخر المشاريع في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة ومن بينها مشروع تطوير الساحات وجسر الجمرات، ومشروع تصريف مياه الأمطار ومشروع الأبراج السكنية الجديدة في مشعر منى والقطار والعربات المكيفة ومرشات المياه الباردة على الطرفات.
أما الخدمات البلدية التي تقدمها أمانة مكة المكرمة فتشمل النظافة العامة والتخلص من النفايات ومكافحة الحشرات الضارة والقوارض، ومراقبة الأسواق والكشف على المواد الغذائية والتشغيل والصيانة للمرافق البلدية من أنفاق وجسور وطرق وإنارة ودورات مياه وكذلك نظافة وحدات الذبح بالمشاعر المقدسة.
أما الدفاع المدني فقد استخدم وسائل توعية إلكترونية حديثة تم تركيبها في مشعر منى، ومنها لوحات حديثة، ووضع عبارات توعوية على عبوات مياه زمزم التي توزع على الحجاج عند وصولهم، كما تم إرسال ملايين الرسائل الإرشادية والتوعوية لحجاج بيت الله الحرام عبر شبكتي الهاتف النقال باللغتين العربية والإنجليزية ولغات أخرى كثيرة.
ولا ننسى الدور الكبير الذي لعبه منسوبو وزارة الداخلية الذين كانوا عونا لضيوف الرحمن لا يملون من السؤال ولا من المساعدة، فلقد كانوا خلية نحل تجول بين حقول، ولسان حالها يقول: هل من سائل؟ هل من خدمة مطلوبة؟ هل هناك من نقص؟ هل.. وهل؟
إن كل ما ذكرته هو غيض من فيض الخدمات التي تقدمها المملكة، وهذا معروف لكل من يسر الله تعالى له الحج، وقلت ما قلت تعبيرا عن شعوري بالاحترام والإجلال لكل من يؤدي عملا عظيما من أجل إخوانه المسلمين، فشكرا لخادم الحرمين وولي عهده وشعب السعودية العظمى.
«حج مبرور وذنب مغفور».