تشهد الساحة التكنولوجية تعاونا جديدا بين شركتي Apple وGoogle للتصدي لمشكلة التتبع غير المصرح به وتنبيه المستخدمين عند تعرضهم لذلك دون علمهم أو موافقتهم، وذلك باستخدام أجهزة مثل AirTags. إذ تتيح هذه الخدمة توافق أجهزة تتبع الموقع بتقنية «البلوتوث» مع اكتشاف وتنبيه التتبع غير المصرح به على منصتي Android وiOS.
ورغم أن هذه الأجهزة تستخدم في الأساس لتتبع الأغراض الشخصية مثل المفاتيح والمحافظ والأمتعة، إلا أنه تم استغلالها في بعض الحالات بشكل غير قانوني لأغراض جرائمية مثل التعقب والتحرش والسرقة.
وتهدف هذه المبادرة إلى توحيد آليات التنبيه وتقليل فرصة سوء الاستخدام لأجهزة تتبع الموقع بتقنية «البلوتوث» من مختلف الشركات المصنعة. وقد انضمت شركات مثل: Samsung وTile وChipolo وeufy Security وPebblebee إلى هذه المبادرة، مما يشير إلى التزام الصناعة بحل هذه المشكلة المهمة.
تتطلب المواصفات الجديدة أن تلتزم أجهزة التتبع المصنعة بواسطة هذه الشركات بمجموعة من التعليمات والتوصيات، وأن تقوم بإعلام المستخدمين بأي تتبع غير مصرح به على أجهزة Android وiOS.
وحسب المواصفات المقترحة، سيتم استخدام سجل اقتران يحتوي على معلومات هوية موثقة ومشوشة لمالك الجهاز المرتبط، مثل رقم الهاتف أو عنوان البريد الإلكتروني، بالإضافة إلى الرقم التسلسلي للجهاز المرافق، حيث سيتم الاحتفاظ بهذا السجل لمدة لا تقل عن 25 يوما بعد فصل الجهاز ومن ثم يتم حذفه.
بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المواصفات أن تتحول أجهزة التتبع من وضع «بالقرب من المالك» إلى وضع «منفصل» إذا بعدت عن جهاز المالك المقترن لأكثر من 30 دقيقة، حيث سيسهم هذا في حماية الخصوصية وتقليل فرصة استخدام الجهاز للتتبع غير المشروع.
وعليه اعزائي القراء يجب أن نرحب بتلك المبادرات الهادفة لحماية خصوصيتنا وأماننا الشخصي. والشيء الجميل في الموضوع أن شركات التكنولوجيا الكبرى مثل Apple وGoogle يعملان معا لإيجاد حلول مبتكرة لهذه المشكلة المتزايدة.
في نهاية المقال لا يسعني إلا أن أنصح القراء بمراقبة إعدادات الخصوصية على هواتفهم المحمولة والأجهزة الذكية الأخرى، والتأكد من تحديث البرامج والتطبيقات إلى أحدث الإصدارات.
كما أشجع على مراجعة إعدادات التتبع ومشاركة الموقع ومنح الإذن للتطبيقات بشكل مدروس وفقا لاحتياجاتهم ورغباتهم الشخصية، فالحفاظ على خصوصيتنا وأماننا يعد أمرا مهما في عصر التكنولوجيا وسرعة تطويرها.
وأسأل الله أن يحفظ الجميع.