ها هو موسم الحج قد انتهت أيامه، وأبارك لحجاج بيت الله الحرام حجهم ولجهود المملكة كل التقدير والبركات وكل عام والجميع بخير، وها هم حجاج بيت الله الحرام وقد ودعوا مناسكهم وغادروا الديار المقدسة عودة لأوطانهم، ووصلتني الكثير من الإشادات بما قدمته المملكة العربية السعودية ومازالت تثبت قدرتها على إنجاح الموسم الأعظم لأكبر تجمع بشري إسلامي من كل أصقاع الأرض.
انه موسم إيماني ضخم تديره الشقيقة المملكة سنويا بأحدث ما وصلت إليه العلوم وخدمات المرافق المبنية على التصاميم العصرية وتشيد بمعايير أبنية الحضارات الإسلامية، فقد بلغ عدد حجاج موسم 2023 الحالي، 1.8 مليون حاج من أكثر من 150 دولة، من بينهم أكثر من 184 ألفا من الداخل السعودي.
نعم، لعل تشييد بيوت الله وتجديدها وتهيئتها للعبادة تلك من أعظم ما يقوم به بنو البشر العابدون السائحون الطائعون السائرون على خطى الصالحين المفلحين، وما أعظمها من شعيرة إسلامية، ولعل من وفقه الله تعالى لحج بيته المعمور هذا العام يرى ما قامت به المملكة من تطور لخدمات الحجاج وتلك الرحمة والإنسانية التي يمتلكها الواقفون على راحة وسلامة الوافدين على بيت الله الحرام، وما يزال فخرنا يعظم ويزداد بما تقوم به بطانة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود تحت إشراف ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظهما الله، ونجاح الموسم دليل على الإبداع في إدارة المواسم التي تلت سنتي جائحة كورونا العالمية.
إن التسهيلات التي قامت بها المملكة العربية السعودية والتوسعات الإنشائية يستطيع أن يميزها ويلحظها من يذهب للعمرة والحج باستمرار ومنها تطوير المنشآت الصحية وتقديم أفضل الخدمات الطبية المجانية في المنطقة المركزية للحرم المكي الشريف وفي المشاعر المقدسة ومختلف المنافذ بهدف تقديم جميع الخدمات للرعاية الأولية والخدمات الطبية التخصصية للحجاج والمعتمرين بأسهل الطرق وبفاعلية أكثر، ولله الحمد لم تسجل اللجنة أي حالة وبائية هذا العام.
كما حرصت المملكة على نجاح الخدمات التشغيلية لحجاج بيت الله الحرام من خلال المركز الرئيسي مجمع الدوائر الحكومية، وتجنيد آلاف المتطوعين لخدمتهم وسخرت للحجاج البنية التحتية لخدمات الاتصالات وتقنية المعلومات والذكاء الاصطناعي، وخدمات المياه، والصيانة والتشغيل، ومنظومة الطاقة، وذلك من دون تسجيل أي انقطاعات للخدمة الكهربائية، أو أي حالات طارئة في مكة المكرمة وكل مناطق المشاعر المقدسة، كما تميز حج هذا العام بتشغيل قطار الحرمين وما يقدمه من خدمات جليلة لنقل الحجاج والمعتمرين ما بين مكة المكرمة والمدينة المنورة مرورا بمطار الملك عبدالعزيز الدولي، وتقوم المملكة العربية السعودية بإصدار التأشيرات لحجاج بيت الله الحرام القادمين للحج لأول مرة.
استطاعت المملكة أن توجه بوصلة الحجاج توجيها إيمانيا سلوكا ونهجا وعملا، وراعت ألا يكون الحج تجاريا أو سياسيا أو إعلاميا، وذلك وفق القوانين والخطط المعمول بها، فبوركت المملكة، وحجا مبرورا وسعيا مشكورا وعودا حميدا، وكل عام والجميع بخير.
[email protected]