خرج جابر بن عبدالله بن حرام غازيا في سبيل الله إلى بلاد الروم وكان قائد الجيش الإسلامي مالك بن عبدالله بن سنان الخثعمي المعروف بمالك الصوائف فقد كان قائد الصوائف في عهد معاوية. وكان مالك يطوف بجنوده وهم منطلقون ليقف على أحوالهم، ويشد من أزرهم في مراحل القتال، فمر بجابر بن عبدالله رضي الله عنهما، فوجده ماشيا، ومعه بغل له يمسك بزمامه، ويقوده. فقال له مالك: ما بك يا أبا عبدالله؟ لم لا تركب؟ وقد يسر الله لك ظهرا يحملك عليه. فقال جابر: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار فتركه مالك، ومضى حتى أصبح في مقدمة الجيش، ثم التفت الى جابر، وناداه بأعلى صوته!.
وقال: يا أبا عبدالله، مالك لا تركب بغلك، وهو في حوزتك؟
فعرف جابر قصده، وأجابه بصوت عال وقال: لقد سمعت صلى الله عليه وسلم يقول: من اغبرت قدماه في سبيل الله فهما حرام على النار.
فتواثب الناس عن دوابهم، فكل منهم يريد أن يحرم جسده على النار. فما رئي جيش أكثر مشاة من ذلك الجيش وانتصر المسلمون على الروم انتصارا ساحقا.
المصدر: «سير أعلام النبلاء»