وافقت وزارة الشؤون الاجتماعية على توظيف طلبة صفي العاشر والحادي عشر بـ200 دينار شهريا في الجمعيات التعاونية لشهري يوليو واغسطس، هذه الخطوة غير مسبوقة لاحتواء طلابنا صيفا من باب المحافظة والخوف عليهم وذلك من خلال استثمار وقت فراغهم بما ينفع، وحتى لا يتعرضوا لما لا تحمد عقباه، خصوصا أن «الصاحب ساحب»، وهذه الخطوة فيها الكثير من الميزات التي تعود على الطالب مثل الثقة بالنفس ومعرفة كيفية ادارة الوقت وطرق المعاملة مع الآخرين واحترام وقت الحضور والانصراف عن طريق البصمة يوميا، كما أن الطالب سيشعر بكيانه وشخصيته بالإضافة إلى الخبرة العملية التي سيكتسبها، ولا مانع من ان نجعل الطلاب يعملون في كل الوظائف المنوطة بالجمعيات التعاونية مثل العمل بفرع التموين وقسم المكتبات والعمل بقسم الطباعة والتصوير، هذا بجانب العمل بالسوق المركزي للجمعية لمراقبة أسعار السلع والمنتجات على الارفف، وقسم لوازم العائلة، كي يشعر طلابنا بالمسؤولية تجاه وطنهم والمحافظة عليه.
أنا شخصيا، كنت أتمنى ألا يقتصر العمل على الجمعيات التعاونية بل أن يشمل الدخول في معترك الحياة العملية، وهم طلاب ابتداء من الصف السابع الى الحادي عشر، وتفتح لهم ابواب التدريب صيفا في ورش عملية مهنية للحرف اليدوية، مثل تعلم النجارة واعمال الكهرباء والصحية وصيانة التكييف، وكل ما يحتاجه المنزل من صيانات بيد حرفية متمكنة من دون اللجوء للعمالة في حال حدوث أعطال بالمنزل، وكل طالب حسب ميوله يختار ما يريد الالتحاق به من تلك الورش المهنية، وبهذا، سيستفيد ابناؤنا من تلك الدورات الصيفية وبالتالي شغل أوقات فراغهم في الصيف بالاضافة إلى كسب حرفة وصنعة تفيده في حياته المستقبلية.
أتمنى ايضا ان تبدأ تلك الدورات من منتصف يونيو الى نهاية اغسطس، وسنجد بعد عدة سنوات كوكبة من الطلبة المتمرسين على العمل الحرفي واليدوي والذين سيتحملون المسؤولية تجاه أنفسهم ووطنهم وبيوتهم، وسيكونون فخورين بأنفسهم امام اسرهمة لأنهم وجدوا هواياتهم في تلك الورش العملية.
كان الطلاب في السابق خلال السبعينيات والثمانينيات يدرسون في آخر سنتين من المرحلة الثانوية مادة التربية العسكرية، وكانت المدارس تخرج شبابا قويا واثقا من نفسه يتسم بالخشونة في ظل الرفاهية، رجالا يعتمد عليهم وتهيئتهم كآباء بالمستقبل، وفي الوقت نفسه تتخرج الطالبات من الثانوية وهن يعرفن كيفية ادارة المنزل والتعامل مع المطبخ والاسعافات الاولية بجانب تأهيلهن كأمهات للمستقبل.
خلاصة ذلك، أننا نستثمر في ابنائنا بتعليمهم خلال العام الدراسي وخلال عطلة الصيف، مما يخلق جيلا جديدا يعرف معنى الحياة الحقيقي والمسؤولية وحب العمل المهني الحرفي وعدم الاعتماد على الغير في الامور البسيطة في منازلنا كصيانة طاولة من الخشب او صيانة بلاك كهرباء أو أي خلل يقع في مياه المطبخ مثلا، وكل ذلك سيخلق رجالا اقوياء أشداء يعرفون كيف يتعاملون مع الأعطال لإصلاحها وكيفية التعامل مع الآخرين بعيدا عن حياة الرفاهية والعمالة المنزلية التي تقوم بكل شيء بدلا من أبنائنا، أتمنى ان يلاقي اقتراحي هذا القبول والتنفيذ في السنوات القادمة لمصلحة أبنائنا الطلبة.