احتدم القتال امس حول مدينة باخموت في مقاطعة دونيتسك شرق أوكرانيا، وسط أنباء عن تقدم كبير للقوات الأوكرانية، في حين طلبت روسيا من حلف شمال الأطلسي (ناتو) مناقشة «الخطر المحدق» بمحطة زابوريجيا النووية.
وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا امس إنه يتعين على زعماء الحلف الأطلسي مناقشة وضع محطة زابوريجيا النووية الأوكرانية خلال قمتهم المقرر عقدها غدا ولمدة يومين في ليتوانيا.
واتهمت زاخاروفـا كييــف بـ «إلحاق ضرر ممنهج» بالمحطة النووية التي يدور القتال بالقرب منها، وقالت إنه ينبغي أن يكون وضع هذه المحطة قضية رئيسية في قمة الناتو.
وقالت المتحدثة الروسية «على كل حال ستكون الأغلبية العظمى من دول الناتو في المنطقة المتأثرة بشكل مباشر» في إشارة إلى احتمال حدوث كارثة بالمحطة.
ميدانيا، افادت قناة «الجزيرة» باندلاع اشتباكات عنيفة وقصف متبادل بين الجانبين الأوكراني والروسي، في محيط مدينة باخموت.
وقالت مصادر محلية إن القوات الأوكرانية تحرز تقدما في المحور الجنوبي لمدينة باخموت. من جهته، قال موقع ريبار العسكري الروسي إن القوات الروسية تواصل هجومها المضاد على مواقع أوكرانية شمال باخموت، في حين تحدثت قوات دونيتسك الموالية لموسكو عن تدمير آليات عسكرية أوكرانية خلال صد محاولاتها التقدم بمحور باخموت. وبعد أن أكد سابقا تقدمه شمال المدينة وجنوبها، قال الجيش الأوكراني أمس إن القوات الروسية في باخموت باتت شبه محاصرة.
وبالتزامن، أفاد المعهد الأميركي لدراسات الحرب في واشنطن بأن القوات الأوكرانية أحرزت تقدما كبيرا بهجومها المضاد في باخموت التي سيطرت عليها قوات مجموعة فاغنر الروسية في مايو الماضي بعد قتال استمر أشهرا طويلة.
وفي دونيتسك أيضا، أعلن حاكم المقاطعة الأوكراني ارتفاع حصيلة ضحايا القصف الروسي بصواريخ «إس 300» على مدينة ليمان إلى 10 قتلى.
وفي تطور آخر، قال موقع ريبار إن القوات الأوكرانية التي انسحبت من غرب مدينة أريخوف في مقاطعة زابوريجيا تحاول إعادة تجميع قواتها والهجوم على بلدة رابوتكينو المجاورة.
في هذه الأثناء، ذكرت وكالة الأنباء الأوكرانية أن الرئيس فولوديمير زيلينسكي عين أولكسندر بيفننكو قائدا جديدا للحرس الوطني الأوكراني.
وخلال مراسم أقيمت في مدينة لفيف غرب البلاد، أشاد زيلينسكي بالقائد الجديد ووصفه بالبطل والجندي القوي الذي تميز خلال المعارك مع «المحتلين» الروس.
في غضون ذلك، أحيا الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ونظيره الپولندي أندريه دودا امس ذكرى مذبحة تعرض لها پولنديون على يد قوميين أوكرانيين خلال الحرب العالمية الثانية وتسببت في توتر بين الدولتين الحليفتين.
وأظهرت لقطات تلفزيونية الرئيسين زيلينسكي ودودا في كنيسة في مدينة لوتسك بغرب أوكرانيا امس خلال قداس أقيم لإحياء ذكرى الضحايا.
وقال مكتب الرئاسة الپولندي وزيلينسكي على تويتر «معا نحيي ذكرى كل الضحايا الأبرياء في فولينيا. ذكراهم توحدنا... معا نحن أقوى». وكتب زيلينسكي على تويتر أيضا أنه أجرى مناقشات «موجزة لكن جوهرية للغاية» خلال القداس مع دودا عن قمة حلف شمال الأطلسي المقبلة في فيلينوس. وتسعى أوكرانيا لاتخاذ قرارات في تلك القمة تدفع بهدفها للانضمام للحلف.
وأضاف «اتفقنا على العمل معا للخروج بأفضل نتيجة ممكنة لأوكرانيا».