محمود عيسى
ذكرت وكالة «بلومبيرغ» الإخبارية انه في الوقت الذي تبرز صناديق الثروة السيادية بالشرق الأوسط كمستثمرين يتجهون للاستحواذ على بعض أكبر الصفقات الاستثمارية، فإن أقدم وأكبر الصناديق في العالم، وهو صندوق الثروة السيادية الكويتي، يتفوق عليه جيرانه من الصناديق الأكثر طموحا في الدول المجاورة.
وأشارت الوكالة إلى أن الهيئة العامة للاستثمار التي تدير صندوق الثروة السيادية البالغ قوامه 700 مليار دولار استثمرت في العام الماضي 2.8 مليار دولار فقط، مقارنة بـ 25.9 مليار دولار من قبل هيئة أبوظبي للاستثمار، و20.7 مليار دولار من قبل صندوق الاستثمارات العامة السعودي، وفقا للمستشار في شركة البيانات غلوبل SWF دييغو لوبيز.
ويتجه العديد من صانعي الصفقات بالعالم إلى الكيانات السيادية في المنطقة، التي تسيطر بشكل جماعي على ما لا يقل عن 3 تريليونات دولار من الأصول، لتكون مصدرا رئيسيا للتمويل بينما يتراجع المستثمرون الآخرون.
ومع انه لم يتسن الاتصال بمسؤولي الهيئة العامة للاستثمار للحصول على تعليق، إلا ان المطلعين على استراتيجية الصندوق يقولون ان استثماراته الحالية تعمل بشكل جيد وانه يفضل أن يظل متواضعا ومتحفظا.
وقد أعلن صندوق الأجيال القادمة الذي تديره الهيئة العامة للاستثمار عن عوائد بلغت 33% للسنة المنتهية في مارس 2021 وهي أحدث البيانات المتاحة للجمهور، وشمل ذلك عائدا بنسبة 38% من مكتب الاستثمار الكويتي في لندن، الذي يعتبر ذراع الهيئة الكويتية العامة للاستثمار.
وتمثل ندرة الصفقات البارزة تحولا جذريا في الصندوق الكويتي، الذي كان في يوم من الأيام من بين أكثر الصناديق نشاطا في المنطقة، وحتى وقت قريب، كانت الهيئة العامة للاستثمار مستثمرا عالميا رائدا، مع ملكيات في شركات مثل BlackRock Inc، وMercedes-Benz Group AG.
وخلال أزمة عام 2008، اشترت في البنوك بما في ذلك Citigroup Inc، وحققت نجاحات بارزة في الماضي، حيث باعت حصتها بمجموعة Citigroup المصرفية في 2009 مقابل 4.1 مليارات دولار، بأرباح تجاوزت مليار دولار. وكان مكتب الاستثمار الكويتي أيضا مستثمرا غزير الإنتاج، وشارك في الإدراج في الولايات المتحدة لشركة الأسهم الخاصة TPG Inc.
وقالت «بلومبيرغ» ان الهيئة العامة للاستثمار لا تكشف رسميا عن قيمة أصولها أو تفاصيل استراتيجيتها الاستثمارية، وتظهر البيانات والمقابلات أن نشاط الصندوق شهد صعودا وهبوطا في السنوات الأخيرة بدلا من أن تكون المعلومات غائبة تماما، إلا أن الهيئة لاتزال ضعيفة مقارنة بالمنافسين الإقليميين.
وتقدر شركة غلوبل SWF أن مبلغ 2.8 مليار دولار الذي استثمرته الهيئة العامة للاستثمار في عام 2022، ارتفع من 100 مليون دولار في 2021.
تجدر الاشارة الى ان مجلس الاستثمار الكويتي تأسس في لندن عام 1953، قبل 8 سنوات من استقلال البلاد، لاستثمار فائض عائدات النفط والمساعدة في تنويع الاقتصاد، وتم استبدال المجلس لاحقا بمكتب الاستثمار الكويتي، وفي عام 1982 تم إنشاء الهيئة العامة للاستثمار باعتبارها الكيان الأم، وتدير الهيئة العامة للاستثمار أيضا صندوق الاحتياطي العام.
وقالت «بلومبيرغ» انه منذ بداية الوباء، كانت معظم استثمارات الهيئة العامة للاستثمار تمت من قبل الشركات التابعة لها في قطاعات البنية التحتية، والاستثمارات الصغيرة في الاكتتابات الأولية أو الشركات المدرجة والالتزامات لمديري صناديق مثل Invesco Ltd وBlackRock وNorthern Trust Corp، وفقا لما ذكره لوبيز، والذي اضاف انه على مدى السنوات الثلاث الماضية، كانت الهيئة العامة للاستثمار تركز بشكل أكبر على بيع الأصول بدلا من الاستحواذ عليها، حيث تخارجت من ملكيات في شركات مثل Viesgo في إسبانيا وRialto وTransgrid في أستراليا وThames Water في المملكة المتحدة.
ففي مارس الماضي، باعت ما قيمته 1.4 مليار يورو من الأسهم في مرسيدس بنز بعد الاحتفاظ بها منذ عام 1974. وقال الصندوق إن بيع اسهم مرسيدس بنز كان جزءا من محاولة لتنويع محفظته.