إن الانتماء للوطن وحبه والتضحية من أجله لا يولد في القلوب والأنفس صدفة أو وراثة، فحب الوطن يغرس في العقول والقلوب بعمل وجهد وتخطيط، وأولى الخطوات أن يتعرف الأبناء على ما قدمه الأجداد والآباء لهذا الوطن، وكم هو غال وثمين في نفوسهم وعيونهم، وكيف كانت مسيرة البناء بالكفاح والجد والاجتهاد.
وهذا الأمر لا يزرع من خلال بعض المواد الدراسية في مادة الاجتماعيات فقط، فنحن هنا نراهن على مهارة معلم أو جودة منهج حتى نتأكد من معرفة الأبناء بما لهذا الوطن من تاريخ وعطاء زاخر، لذلك كانت مسؤولية تنشئة الأبناء نشأة وطنية شراكة بين وزارتي التربية والإعلام.
ولنتطرق إلى وزارة الإعلام التي عليها أن تبرز ما لهذا الوطن من عطاء وما قدم أبناؤه من أجله، كما قدم «شادي الخليج»، شفاه الله، والمميزة سناء الخراز، وطاقم عمل عظيم في تلك الحقبة من أعمال فنية عظيمة رددها الآباء عن بطولات وعطاء وصعوبات الأجداد في بناء الوطن والحفاظ عليه.
كما على وزارة الإعلام، والتي يندرج تحتها المجلس الوطني للثقافة والفنون، إقامة معارض ومتاحف على مستوى متطور وفخم تحمل أسماء من قدموا للبلد في شتى المجالات، وتقوم بدورها في نشر تاريخ البلاد من خلال ما تقدمه من أعمال وأنشطة.
وعلى وزارة الإعلام مواكبة العصر في تقديم برامج ومسلسلات تتناول رجال ونساء الكويت بصورة محترمة، يركز فيها على الإنجازات الوطنية، وإيضاح مواقف الكويت من القضايا العربية المهمة، وعطائها الإنساني العظيم، وما قدمه الرموز على جميع الأصعدة.
أما وزارة التربية فهي مسؤولة من خلال الأنشطة المدرسية أن تسهم في تثقيف الأبناء بتاريخ الكويت، فتركز على الشعراء الكويتيين في مادة اللغة العربية مثالا، والمخترعين والمكتشفين والاقتصاديين والفنانين والمبدعين بجميع المجالات وهلم جرا في كل المواد الدراسية، فتكون هناك نماذج مختارة يتعرف عليها الأبناء، ولا نكتفي بدراسة حياتهم، بل نركز على عطائهم وما قدموه من إسهامات للوطن والأمة.
هناك العديد من المدارس التي تحمل أسماء شخصيات وطنية عظيمة، لكن مع الأسف تسأل الطالب عن هذه الشخصية فلا تجد عنده إجابة! بل لا تجد لهذه الشخصية في المدرسة جناحا أو ركنا يوضح عطاءه وما قدم للوطن، ولماذا أصبحت هذه المدرسة تحمل هذا الاسم أو ذاك.
إننا من خلال هذه الشخصيات نستطيع توضيح أهمية الوطن، وكيف نقدم له وكم هو عظيم ويستحق التضحية، ويركز في ذهن الأبناء أن هناك من يقدر العطاء، ومن يقدم للوطن يخلد اسمه بماء الذهب في قلوب أهل الكويت وسمائها.
لقد قدم الآباء والأجداد الكثير لهذا الوطن وعلينا القيام بواجبنا تجاهه، بأن نربي جيلا محبا مخلصا مطلعا على أهمية هذا الوطن، كما علينا واجب رفعة هذا الوطن والعمل لأجل نهضته وإعادته إلى وضعه الطبيعي درة للخليج والعالم.