إذا قررت أجيال المستقبل، أو كائنات فضائية مثلا بعد 500 ألف سنة، إجراء حفريات وأعمال تنقيب بحثا عن آثار ماضي البشرية، فستكون عظام الدجاج التي ستعثر عليها مؤشرا مذهلا على التغييرات الفجائية التي شهدها العصر الحالي.
هذا هو الاستنتاج الذي توصل إليه العلماء الذين وثقوا انطلاق حقبة الأنثروبوسين الجيولوجية الجديدة التي تحدد نسبة إلى التأثير البشري على الكوكب الذي شهد تغييرات سريعة وجذرية في أنظمته الطبيعية خلال القرن الفائت.
وإلى جانب المؤشرات الأخرى، كالارتفاع المفاجئ في ثاني أكسيد الكربون أو الميثان، والاختبارات النووية، والجسيمات البلاستيكية الدقيقة الموجودة في كل مكان، إلا أن الكتلة الهائلة من عظام الدجاج المرمية هي من بين أكثر المؤشرات الدالة على التأثير البشري على الكوكب، وبأكثر من طريقة.
وتؤكد عالمة الجيولوجيا كاريس بينيت، التي أعدت دراسة تتمحور على هذا الموضوع، أن لحوم الدجاج الحديثة لا يمكن التعرف عليها مقارنة بلحوم أسلافها أو نظيراتها البرية، من حيث حجم الجسم وشكل الهيكل العظمي وكيمياء العظام.