رغم تكرار ما كتب عن تربية الأبناء، إلا أنه يعد من الموضوعات المهمة التي يفترض أن تعرض من حين لآخر، فأبناؤنا هم شباب الغد وأمل المجتمع، ولذا نرى ضرورة إعادة الحديث عن الأسلوب الأمثل في تربية الأبناء وبحث الطرق الحديثة حتى نجعلهم ينشأون تنشئة سليمة، وهذه عملية ليست بالسهلة في خضم الواقع الذي نعيش فيه من تغيرات ومغريات يصعب على أبنائنا الصمود معها إذا لم تكن أمامهم القدوة الصالحة، والإسلام يهتم بالسنوات الأولى من عمر الإنسان الى السنوات التي يتم فيها النضج، فيضع الإسلام القوانين والأحكام التي تجعل الأسرة مستقرة، فيشب الطفل ولديه رصيد نفسي تزدان به شخصيته، فيخرج للحياة إنسانا صالحا وفعالا وله دور إيجابي في الحياة.
ومن أهم وسائل التربية ما كان عليه رسولنا صلى الله عليه وسلم كان يناقش صحابته ويتخذ مواقف تربوية عن طريق الإشارة الى دليل أو برهان، بل انه يعدد الأدلة حتى يصل الى إقناع المستمع وليس كما نفعل نحن في حديثنا مع الأبناء، ان يوجد دليل واحد ما يجعلهم يقتنعون بالفكرة، بالاضافة الى أن الحوار المستمر مع الأبناء ممكن أن يؤدي الى اكتشاف الأخطاء التي قد يقعون فيها مما يكون الأمر مناسبا لتوجيههم الوجهة الصحيحة، ويمكن للكبار استخدام الكثير من المهارات في تعاملهم مع الأبناء مثل مهارة إدارة الوقت، ومهارة الانتقاد اللحظي، ومهارة الحوار والإقناع وغير ذلك من المهارات وكل هذا بتقديم الدليل والبرهان حتى يكون أكثر أثرا حسنا في تربية الأبناء.