في ظل التطور والتقدم التكنولوجي الهائل خاصة ما يعرف بالذكاء الاصطناعي، تحول مجال المال والأعمال إلى عالم أكثر اتصالا وتعقيدا، حيث اتخذت طرق الاحتيال والجرائم الاقتصادية أشكالا متعددة ومتنوعة، ما عرض المؤسسات والشركات العالمية إلى أضرار وخسائر مالية واقتصادية واجتماعية.
تشير مراكز البحوث والاستشارات إلى وصول عدد التحقيقات الجارية لعمليات الاحتيال في الشركات مثل: الرشوة والفساد، إلى أرقام غير مسبوقة، ما يمثل خطرا كبيرا على المؤسسات والتطور الاقتصادي في العالم.
فمن أشد طرق الاحتيال المالي خطورة فيما يسمى بالهندسة الاجتماعية للسيطرة الذهنية لنزع قدرة الضحية على التفكير المنطقي من خلال إثارة المخاوف أو المغريات، لتنفيذ عمليات الاحتيال المالي والمصرفي بالتلاعب النفسي بالضحايا.
وتتلخص هذه الطرق في التخويف من خسارة خدمات أو بطاقات، ويجري استغلال مخاوف الضحية للتلاعب النفسي به، والضغط عليه لإفشاء المعلومات والبيانات المصرفية السرية المحمية لسلب أمواله، مما يوقعه في خسائر مالية كبيرة. فمن أكثر حيل الهندسة الاجتماعية المستخدمة في عمليات الاحتيال المصرفي هي لحسابات توفر روابط وهمية، تنتحل فيها هوية جهات رسمية أو شخصيات معروفة لإيهام الضحية بأنها جهات تجارية أو رسمية موثوقة، للحصول على المعلومات البنكية وبطاقاته المصرفية وغيرها.
ومن أنواع وطرق الاحتيال: سرقة الهوية (استخدام المعلومات الشخصية) رقم الحساب المصرفي أو معلومات بطاقة الائتمان، الاحتيال العقاري مثل تزوير الأصول والملكيات والرهن العقاري، البريد الإلكتروني (مكافآت واليانصيب وإرسال الأموال)، الخداع الإلكتروني (الصوتي).
ومن أشهر عمليات النصب والاحتيال المالي: تعرض شركة الاتصالات «وورلد كوم» لفضيحة كبيرة بعد أن تم الكشف عن مخالفات وغش محاسبي في كشوف الشركة، وتضخيم أصولها بنحو 11 مليار دولار، وقد أعلنت الشركة إفلاسها عام 2002، وسجن مديرها التنفيذي والمدير المالي.
كما قام فرانك أباغنيل بكثير من عمليات النصب، حيث زور أوراقا للعمل كطيار وطبيب وأستاذ جامعي، رغم أنه لم يحظ بأي تدريب في أي من هذه المجالات، كما قام بتزوير الشيكات وجوازات السفر والتراخيص وبطاقات الهوية، حيث تحولت قصته إلى فيلم قام بتمثيل الدور ليوناردو دي كابريو.
بيرنارد مادوف، الرئيس السابق لبورصة ناسداك الإلكترونية، الذي حكم عليه بالسجن لمدة 150 عاما، بعد قيامه بالاحتيال على المستثمرين من خلال طريقة «بونزي»، وتسببه في فقدان المستثمرين نحو 65 مليار دولار، وتم اعتقاله عام 2008 بعد أن قدم ابناه بلاغا ضده.
والسؤال: هل يمكن أن نتفادى الاحتيال المالي؟ نعم.. يمكن ذلك من خلال نصائح الخبراء والمختصين التالية:
1 ـ لا تحول أي أموال أبدا لأشخاص لا تعرفهم.
2 ـ لا تفصح أو تشارك أبدا بياناتك المالية.
3 ـ لا تضغط أبدا على الروابط التي تردك على البريد دون التحقق منها.
4 ـ اختر كلمة سر قوية يصعب التعرف إليها أو تحليلها.
6 ـ لا تتسوق عبر مواقع مجهولة وتأكد من سلامة المواقع التي تزورها.
HamadMadouh@
[email protected]