ها هي المسيرة الخليجية تستكمل برعاية المملكة العربية السعودية الشقيقة للبحث عن أفضل المراكز والمواقع الاقتصادية المرموقة في منطقة الشرق الأوسط والعالم كله.
وتأتي تلك المسيرة الخليجية الاقتصادية الميمونة في هذه المرة عبر قمة الدول الخليجية ـ الآسيوية المقرر عقدها هذا الشهر، كما تأتي استكمالا لآفاق العمل الاقتصادي الصحيح وتحقيقا للرؤية المقررة والتي تتقاطع في تنفيذها مع رؤى دول منطقة الخليج العربي كل حسب موعدها المقرر تنفيذه بإذن الله. وهذا النوع من القمم هو حاجة أساسية وملحة لتحقيق التكامل الاقتصادي، وذلك في ظل التطورات الاقتصادية التي يشهدها العالم اليوم في أكثر من بقعة، اعتمادا على أن اللعبة اليوم في العالم هي اقتصادية بحتة، فإن لم يكن للدول في أي بقعة من العالم موطئ قدم بالغ الأهمية فقد تواجه تلك الدول تراجعا وتلكؤا في مسيرتها الاقتصادية.
وهنا يحق لنا أن نشيد بالقمة المقرر عقدها فهي تؤهل للمنطقة الولوج بشكل سلس إلى الاقتصاد العالمي بقدم ثابتة، وبكل مهنية لمواجهة أي حدث اقتصادي غير محمود الجوانب أو غير متوقع، فكلما كان الاقتصاد ثابتا ويتضمن استدامة وسعيا مع الشركاء كانت المراكز المالية ذات ملاءة اقتصادية لها قيمتها وتؤسس لمنظومة اقتصادية حقيقية.
وتأتي تلك القمة أيضا تجميعا لشركاء مهمين في قارة آسيا، وهي تلك الدول الفاعلة على الصعيد الاقتصادي العالمي، ولها تأثير عظيم عليها. تلك الجهود من قبل الدولة الراعية وهي المملكة العربية السعودية والتي نتمنى استدامتها واستمراريتها وعقد المزيد من تلك القمم لما فيها من خير عميم يسود الجميع وعلى رأسهم دول الخليج العربي.
ومن ناحية، أخرى تؤسس تلك القمم لمرحلة جديدة مهمة وفاعلة تضع الخريطة الاقتصادية الصحيحة للسنوات والعقود القادمة، فيما يضمن حسن سير المنظومة الاقتصادية لها، وبالمقابل لهذا كله فإن دول الخليج العربي مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالسعي الحثيث للبحث في أفضل السبل والإجراءات الكفيلة برفع مستوى الاقتصاد المحلي في تلك الدول، وذلك لمواءمة الجهود المشتركة مع الشركاء سواء في قارة آسيا أو في أي موقع آخر يتميز بالاقتصاد القوي، حيث إن نجاح دول الخليج من نجاح أي دول أخرى يتم المشاركة معها في العملية الاقتصادية والعكس صحيح، وهي آمال وطموحات مشتركة وتحقق المصلحة لجميع الأطراف.
والله الموفق.
ملاحظة: ستشهد المملكة العربية السعودية في أسبوع قمة سعودية ـ يابانية، وقمة سعودية ـ تركية، إضافة إلى قمة خليجية تشاورية، وأيضا قمة خليجية مع دول آسيا الوسطى، بالإضافة إلى أهمية التحرك الخليجي الموحد وتنسيق المواقف التفاوضية مع الدول والمجموعات لخلق تأثير واسع النطاق.
[email protected]