تخطت درجات الحرارة مستويات قياسية في النصف الشمالي من الكرة الأرضية أمس وتسببت في حرائق غابات، وذلك في تجل جديد لتداعيات التغير المناخي. وأصدرت دول في أوروبا وآسيا وأميركا الشمالية تحذيرات صحية وأجرت عمليات إجلاء للسكان.
وقالت وكالة الفضاء الأوروبية، إن أوروبا قد تسجل هذا الأسبوع أعلى درجة حرارة فيها على الإطلاق تحديدا في جزيرتي صقلية وسردينيا الإيطاليتين، حيث من المتوقع أن تصل الحرارة إلى 48 درجة مئوية. وفي اليابان أصدرت السلطات تحذيرات لعشرات الملايين من سكانها، من التعرض لضربة شمس في 20 مقاطعة من مقاطعات البلاد الـ47، بعدما سجلت درجات حرارة شبه قياسية في أجزاء كبيرة منها.
وتوقعت هيئة الأرصاد الجوية الوطنية الأميركية (NWS)، أن تبلغ موجة الحر «واسعة النطاق وشديدة الوطأة» ذروتها في الولايات الجنوبية والغربية، وتأثر أكثر من 80 مليون شخص بتحذيرات الحر الشديد أو التحذيرات من ارتفاع درجات الحرارة.
وفي أوروبا، حيث يزداد الاحتباس الحراري بنسبة تبلغ ضعف المعدل العالمي وفقا لخبراء، نبهت السلطات الإيطاليين إلى ضرورة الاستعداد «لأشد موجة حر في الصيف وأيضا واحدة من أشد موجات الحر على الإطلاق».
واندلع حريق غابات أججته رياح شديدة أمس في كوفاراس على بعد خمسين كم شرق أثينا، وفق ما أفاد جهاز الإطفاء اليوناني، فيما أمرت السلطات بإخلاء العديد من المنتجعات في تدبير وقائي.
وقال يانيس أرتوبيوس متحدثا باسم جهاز الإطفاء «إنه حريق صعب، الرياح قوية جدا وتراوح سرعتها بين خمسين وستين كيلو مترا في الساعة».
وتشهد اليونان منذ الخميس موجة حر شديد مع حرارة وصلت الى 44 درجة مئوية في وسط البلاد. وانتشر الحريق سريعا نحو جنوب منطقة أتيكا، قرب منتجعات لاغونيسي وانافيسوس وسارونيدا السياحية.
وطلبت السلطات من السكان مغادرة المنطقة احتياطيا، فيما تم إخلاء أحد الاديرة، كذلك تم اجلاء الخيول من مركز كاليفيا لسباقات الخيل قرب العاصمة.
أما في الصين، فقد أعلنت خدمات الأرصاد الجوية أن قرية سانباو في منطقة شينغيانغ «سجلت حرارة قياسية بلغت 52.2 درجة مئوية» أمس الأول، ما يحطم درجة الحرارة القياسية المسجلة في الفترة نفسها من عام 2017.
وتقع قرية سانباو في ضواحي مدينة توربان، حيث طلبت السلطات من العمال والتلامذة ملازمة منازلهم واستقدمت مركبات مخصصة لرش المياه على الطرق.