في نهاية الأسبوع الماضي عرض على منصة Netflix مسلسل «محامية الشيطان» وهو من إنتاج ShaSha، وقبل موعده بساعات كنت أجلس عند صديقاتي وكان النقاش عنه وأغلب الجالسات كن يتوقعن أن أحداث المسلسل مقتبسة عن قصة فيلم The Devils Advocate وكان ردي عليهن، وأنا لا أعلم أحداث «محامية الشيطان» ولكن أعلم بابنتي الأستاذة فاطمة العامر بأن هذا ليس نهجها في الكتابة، فكانت إجابتي لهن: لا أتوقع هذا، توقعاتي بأننا سنشاهد شيئا يثري الدراما الكويتية والخليجية والعربية.
وهذا ما حدث عندما شاهدت «محامية الشيطان»، واليوم ستكون سطور مقالنا عن كل من قام بالكتابة أ.فاطمة العامر ومن قام بتنفيذ ورسم حروفها وهو «المايسترو» المخرج عصام عبدالحميد.
سبع حلقات لم تتغافل حروف كاتبتنا عن الزمان والمكان، بل نجد أيضا حروف كتابتها لشخصيات «محامية الشيطان» قد أبحرت من خلال شخوصها بأبعادها الثلاثية، حتى ملاحظتنا على الشق القانوني لمثلث شبكة العلاقات الدرامية ما بين كل من الأب «وكيل النيابة» والبنت «المحامية» والخطيب السابق «شخصية الضابط» الذي يعد في واقعنا من الصعب أن يجتمع، فقامت العامر بنسج خيوطها الكتابية وجعلت المشاهد يتقبله كما لو أنه واقع، فالأغلبية تعلم أن واقعنا القضائي يستبعد أهل القضاء إذا كانت هناك صلة قرابة بين المحامي أو المذنب أو أي طرف في القضية والسلطة القضائية، ورغم ذلك الواقع إلا أن الكاتبة قامت بنسج أحداثها بمعالجة درامية موفقة، حيث جعلت العلاقة العائلية أثناء المرافعة والمحاكمة بين كل من المحامية ووكيل النيابة شبه منقطعة عائليا ليتقبلها المشاهد.
تلك كانت ملاحظتي، ورغم ذلك تقبلناها دراميا وواقعيا، وهذا تفوق في المعالجة الدرامية وتفوق من أ.فاطمة العامر بأن تجعل المشاهد يتعايش مع الأحداث دون التوقف عند أي من الملاحظات، وهذا التعايش أتى من كثرة وتعدد الجماليات التي احتوتها الكتابة والمعالجة الدرامية لمسلسل «محامية الشيطان» الذي تميز بسرعة الأحداث أولا وعدم التطويل، بل تميزت الحلقات بتسلسل الأحداث الدرامية، وكل حلقة كان لها تميز واختلاف عن الحلقة الأخرى، كما كان عنصر المفاجأة والتشويق حاضرا في كل حلقة، وذلك هو الإبداع والتميز في الكتابة للدراما التلفزيونية.
«المايسترو» المخرج عصام عبدالحميد وما قدمه لنا من إخراج بعدسة مبدعة كان رائعا سواء في التقاط المشاهد والكادرات والشاشة ذاتها، وكيف لعب بالصورة حيث جعل المشاهد يشعر بأنه يعيش واقعا، وأخص الحلقة السادسة فقد أبدعت بعدستك وبفريق تصويرك، وبكيفية اتخاذ مشاهد ممثليك لتخرج بعدستك عمقا مكنونه الشخصية والصوت ووضوح النبرات الخافضة عند الممثل لتوصيل مشاعره للمشاهد.
والألوان والأزياء والمؤثرات الصوتية والضوئية كأنك كنت في كل مشهد ترسم لوحة فنية حية من حروف وشخصيات «محامية الشيطان».
مسك الختام: وللحديث بقية غدا عن «محامية الشيطان» (2) بإذن الله، فألف مبروك لفريق العمل، وكل عام والأمة الإسلامية بخير في عامنا الهجري الجديد، أعاده الله على الجميع بالخير والبركات.
[email protected]