استكمالاً لمقال الأمس الذي سلطنا الضوء من خلاله على التأليف والإخراج لمسلسل «محامية الشيطان»، اليوم تبحر سطور مقالنا بحروفها في الأداء التمثيلي، لكل من أبدع في شخصيته وكيفية توصيل مكنون الشخصية للمشاهد، بل إن ما تميز به المسلسل لغة الحوار وعمق كلماته التي أداها الممثلون في ثبات وهدوء نفسي وإبداع في تشخيصهم للشخصية من خلال استخدام أدوات كثيرة يمتلكها الممثل بعيدا عن «الصراخ والتشنجات»، فنجد معظم ممثلي «محامية الشيطان» قد قام أداؤهم على لغة الجسد «Body language»، وتلك الأداة تعتبر قمة الإبداع في التمثيل وتميز الممثل أيضا، ولكم البعض ممن تميز، مع العلم أن الجميع، وأعنيها، تميز في «محامية الشيطان»:
٭ هيا عبدالسلام: أبدعتِ في لغة العيون وتجسيد الكلمة على الوجه قبل أن تنطق، ما أجمل أزياءك وما أجمل عدم المبالغة فيها ولا بمكياجك!، استخدمتِ أداءك لتمييز دور شخصية «لولوة» لتجعلي المشاهد في حيرة: هل يغفر للولوة؟ أم هي مجرمة ولابد أن تعاقب؟
٭ علي كاكولي: نضوج فني متميز مع الوصول إلى روعة الأداء التمثيلي من خلال التشكيك لدى المشاهد! فتارة تجعله يدافع عن شخصية «بدر»، وأخرى يحكم على «بدر» بأنه ماكر في التفكير، وتارة يشفق على «بدر»، كل تلك المشاعر نتجت عن أدائك المتميز وحوارك الهادئ الذي يحمل بين طيات حروفه وتعبيرات وجهك الكثير من المعاني التي تصل بالمشاهد الى مرحلة التشكيك في شخصية «بدر»، ذلك هو التميز، وهذا هو النضوج الفني والأدائي.
٭ نور الدليمي: هو مدح وليس ذماً أستاذتي، بأن أطلق عليك «غول» في التمثيل بما قمتِ به عبر شخصية «أم بدر»، قبل الحروف والكلمات كانت لغة الجسد تعبر عن الحزن والمعاناة التي حدثت لك ولابنك بدر، إبداعك وتمثيلك لم يقتصر فقط على حواراتك بل معايشتك لشخصيتك جعلت المشاهد يستشعر حواراتك في كل من نظراتك ورعشة يدك ونبرات صوتك، أبدعتِ يا أم بدر.
مسك الختام: «محامية الشيطان» مدرسة في الأداء التمثيلي ومدرسة لإبداع الممثل، الجميع أبدعتم في أدواركم، وألف مبروك، ونتمنى أن نرى في المستقبل القريب الجزء الثاني لـ «محامية الشيطان».
[email protected]