ليس هناك أثمن من حياة الإنسان، تلك المنحة الإلهية التي حبانا الله سبحانه وتعالى إياها ودعانا جميعا للحفاظ عليها وتوعد هادريها بالعذاب المبين، لكن يبدو أن حياة البشر لا قيمة لها لها عند بعض المقاولين الذين ماتت قلوبهم وضمائرهم ولا هم لهم إلا الربح السريع، ولو كان على أجساد المساكين الذين يلقون حتفهم وهم يعملون لديهم بمعدات انتهت صلاحيتها، وآخرها المصري الذي فارق الحياة إثر سقوطه من أعلى «سقالة» في مبنى قيد الإنشاء بمنطقة سلوى، وذهبت عمليات وزارة الداخلية إثر تلقيها بلاغ سقوط العامل من مكان مرتفع، وعند وصولهم اتضح أنه تعرض لإصابات خطرة في رأسه أدت الى وفاته.
كلنا يتذكر السقوط المميت لاثنين من العمال الأول مصري والثاني سوري من عمارة قيد الإنشاء نتيجة تفسخ السقالات المنتهية الصلاحية فسقطا من الدور الرابع عشر أمام أعين الجميع ليلقى كل منهما حتفه، ويكتفي الناس بالمشاهدة الدامية، ونكتفي نحن بالترحم عليهما.
وليس ببعيد ما حدث في مسجد غرب الجليب عندما انهارت «شداته الخشبية» على رأس العاملين فيه فلقي أربعة أشخاص مصرعهم غير الجرحى.
هذا المسلسل أصبح يتكرر كثيرا مع اتساع حركة العمران في الكويت ووجود بعض المقاولين الذين لا يخشون الله في عملهم.. فأين رقابة وزارة الأشغال من كل هذا؟! وأين الرقابة على المقاولين ومعداتهم المتهالكة؟ وكيف يسمح لهم بالعمل وهم لا يملكون المعدات المجازة؟ وأين توافر شروط السلامة في العمل؟!
ولا نعرف كيف يسمح للعامل بالصعود على ارتفاع 50 مترا دون احتياطات أمن مشددة، وكيف يمكن لمقاول أن يستخدم خشبا ومعدات انتهت صلاحيتها وانتهى عمرها الافتراضي؟
ففي ظل غياب الرقابة سننتظر الكثير من القتلى والجرحى جراء الاستهتار وعدم المبالاة بأرواح الآخرين.
لقد اتسعت حركة البناء والتعمير في الكويت، ولابد من تحرك أجهزة وزارة الأشغال لتؤمن وتشرف على المقاولين وأعمالهم ومعداتهم واحتياطات السلامة لديهم، وأن تشمل هؤلاء العمال المساكين ومهندسيهم بمظلة تأمينات تحميهم من غدر الأخشاب المتهالكة وجهل المقاولين، ولابد من عقوبة على من يتهاون، فمن أمن العقوبة أساء الأدب.
اللهم احفظ بلدي الكويت وأميرها وشعبها ومن عليها من المخلصين من كل مكروه.
اللهم آمين.
[email protected]