بدأت العطلة الصيفية للأطفال والطلبة، ويتحير الآباء والأمهات في كيفية سد وقت الفراغ وقضاء هذه العطلة مع الأبناء، وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة التي قد لا يستطيع التكييف أن يقوم بمهمته بالتبريد المناسب للجميع.
ومع التوقعات بارتفاع درجات الحرارة في الكويت بشكل كبير والذي يتطلب مواجهة هذا الحر الشديد بمشاريع خضراء وإجراءات أخرى لحماية البيئة حسب ما صرح به بعض الخبراء الذين شاركوا في المؤتمر العربي للتعاون حول التغير المناخي فهناك من لديه المال الكافي بما يمكنه السفر إلى خارج البلاد واختيار الدول ذات الأجواء الباردة والتي قد تكون مكلفة للبعض الآخر، وأحيانا يفاجأ بعض المسافرين بأن ارتفاع الحرارة ليس في الكويت فقط ولكن في جميع البلدان، بالإضافة إلى من يتعرضون للسرقة خارج البلاد، مما يجعل إجازتهم تعيسة ويقضي على فرحتهم وفرحة أبنائهم.
ومن يكون داخل البلاد قد يلجأ إلى البحر للسباحة مع الأبناء، ومع ذلك فإنهم يحتاجون إلى أماكن مكيفة للجلوس فيها بعض الوقت، فلماذا لا يتم عمل غرف مطلة على البحر للتأجير اليومي للاستمتاع بالسباحة وقضاء أيام جميلة مع العائلة على شاطئنا الجميل وتكون بأسعار رمزية في متناول الجميع، فالصيف ملتهب والأجواء نار وبدأ الناس في التذمر من ارتفاع درجات الحرارة ومن الأفضل توفير أماكن مكيفة على البحر لتكون متنفسا للأبناء وأسرهم، بدلا من قضاء معظم الأوقات في المجمعات التجارية وفي الأماكن المغلقة، للاستمتاع بالواجهة البحرية الجميلة ولممارسة السباحة والرياضة على البحر لفوائدها الكثيرة، حيث إنها تقوي العضلات وتدعم الإيجابية في النفوس. وترتبط صحة الإنسان ورفاهيته ارتباطا وثيقا بأحوال الطقس والمناخ، فكلما كان الجو معتدلا كانت حياة البشر أكثر استقرارا من الناحية الصحية، وكلما اشتدت الحرارة وارتفعت فإنها تؤثر سلبا على حياة البشر وعلى حالتهم النفسية، مما يزيد الغضب والعصبية لدى البعض تجاه أي مشكلة تواجههم حتى وإن كانت بسيطة.
فالحرارة تدهور قدرة الإنسان على العمل والتفكير بكفاءة وتؤدي إلى استثارة أعصابه وفقدانه إمكانية الإنجاز المعهودة لديه، بالإضافة إلى الشعور بالإحباط. والشعور بالغضب والتوتر يؤدي إلى زيادة خفقان القلب وارتفاع ضغط الدم بسبب زيادة إفراز هرمون الأدرينالين، مما يساهم في زيادة عدوانية الفرد، وكذلك تتدهور الصحة النفسية والعقلية بسبب ارتفاع الحرارة وتزداد معدلات الانتحار، وازدياد معدلات الأرق يساهم في قلة النوم والذي يعتبر أساسا لرفاهية جسم الإنسان، حيث إن الحرمان منه يعني فقدان القدرة على التفكير والتركيز والإدراك مما يسبب سوء الحالة المزاجية. فإنني أتمنى أن أرى في القريب العاجل أماكن ترفيهية مائية أو مكيفة للقضاء على آثار الصيف الملتهب الذي قد يحرق الإنسان ويدمر عقله ويقضي على كل إنجاز أو إيجابية يسعى الجميع لها ولنحقق أهداف التنمية المستدامة بتحقيق الرفاهية للجميع بحلول 2030.