وزارة جديدة، ومجلس أمة جديد، شخصيات كفؤة لإدارة المرحلة المقبلة، أسماء معروفة في الوسط السياسي والاجتماعي والاقتصادي، تغييرات تبعث الأمل والتفاؤل بمسار جديد ينهض بالبلاد تنمويا واقتصاديا وسياسيا، وينهي حالة الاحتقان وتصفية الحسابات الشخصية على حساب الوطن.
الكويت كلها فوجئت باسم نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير الدفاع الشيخ أحمد الفهد، مفاجأة من العيار الثقيل لما يمثله الشيخ أحمد الفهد من قيمة تنموية واقتصادية وشخصية سياسية قادرة على لعب دور محوري في خطة التنمية واستقرار المشهد السياسي المتأزم بين السلطتين.
مجلس الوزراء اليوم برئاسة سمو الشيخ أحمد نواف الأحمد الصباح، ومجلس الأمة برئاسة أحمد السعدون، عاملا توافق وعنصرا استقرار، تضاف إليهما شخصية الشيخ أحمد الفهد، الذي عاد إلى المشهد السياسي بعد غياب 12 عاما، متجاوزا كل الأقاويل بتراجعه سياسيا واستحالة عودته، في سابقة تاريخية، حيث لم يسبق لأي وزير الاستقالة على خلفية استجواب قدم إليه وعاد إلى الحكومة.
عودة الفهد الهصور إلى الساحة السياسية بمنصب وزير الدفاع رسالة بأن الفهد سيكون في موقع الدفاع عن الوطن، فالكويت أغلى من كل شيء، وهذا ما شاهدناه وسمعناه، فالفهد يتحدث بثبات وقوة وثقة عالية بالنفس، ويؤكد رغم بدء محاولات النيل منه أنه جاء للاستقرار وطي صفحة الماضي.
الشيخ الفهد ابن شهيد الكويت أكد أنه جاهز لأي سؤال والتزامه المطلق بالنطق السامي، وبأنه سيعمل للتوافق لا للتقاطع والتدابر، الاستقرار أولا وتصحيح المسار ثانيا، والتنمية والنهوض بالكويت ثالثا.
الضغوط كثيرة وكبيرة، والصراعات لاتزال سحبها في الأفق، تصفية الحسابات موجودة وملتهبة، لكن الفهد سيقف أمامها أقوى مما سبق، سيتجاوز الكمائن وسيدافع عن الوطن وأمنه واستقراره، فامض أيها الفهد، فالشعب ينتظر الإنجاز وتمرير القوانين العالقة، ومشروعات الإصلاح المالي والاقتصادي، فالكويت يكفيها ما عانت من نزاعات وما تكبد أبناؤها من خسائر بسبب المصالح الشخصية الضيقة.
البلاد تحتاج إلى سياسي محترف، له جمهوره العريض وداعموه ومؤيدوه، ووجوده في الحكومة عامل استقرار وقوة للعديد من التيارات، وإيقاف لمسلسل الاستقطاب والصيد في الماء العكر، فالحكومة الجديدة عازمة على الإنجاز وشعارها «الكويت أولا وأخيرا»، وهذا ما يجب أن يقابل من جهة مجلس الأمة بتذليل العقبات وفتح صفحة جديدة عنوانها الإنجاز والتنمية.
الكويت كلها تراقب ما يجري، وترى من يحرك المياه الراكدة ومن يسعى للاستقرار وتقديم القوانين التنموية، الشعب ينتظر وسيحاكم من يسعون للخراب والتعطيل.
وأقولها: لن نسامح من جاء للتخريب وتعطيل التنمية وزعزعة الاستقرار، ومرحبا بالإنجاز والتطوير.