يقوم أحدهم بعمل دراسة مطولة لموضوع شغل بال الكثيرين ويذيل أو يجعل في مقدمة كلامه، ضع ما كتبته بالمفضلة لترجع له بوقت فراغك، أو مع كوب من القهوة ابدأ بقراءة مقالي.
سواء كان ما كتب «ثريدا» أو مقالا مطولا أو دراسة تعب الكاتب في تدوينها، لن تقرأ ولن يتم الرجوع إليها أو الاطلاع عليها بسببك أنت.
تمر علينا الكثير من العناوين اللافتة للنظر، والمقاطع الصوتية والمرئية التي تشدنا، فنقوم بإرسالها إلى سلة المهملات أقصد «المفضلة» وتبقى هناك حتى يندرس ذكرها وتذهب مع أدراج الرياح والسبب.. أنت.
في زمن كثرت فيه الملهيات والمغريات السمعية والمرئية، وانتشر فيه الكتاب والقراء، وأصبح المعروض والمنشور أكبر وأكثر من قدرتنا على تحمله والانتهاء منه، أصبحت جملة Watch Later أو سأقرأ او اطلع على «ما» كتب تعني عدم الاطلاع والرجوع لما أردت الاطلاع والرجوع إليه.
وأصبحت جملة «مع» كوب من القهوة، دعوة للتسويف، ولترك التثقيف، وتنمية الذات، والسعي لتطويرها.
كلمة أو جملة تقرأها الآن من كتاب أو مقالة، ومقطع صوتي أو مرئي تسمعه وتنظر إليه الآن، فيرسخ في ذهنك أو في عقلك أفضل من عشرات المقاطع والكتب والمقالات المكدسة في المفضلة عندك من غير الرجوع إليها «غالبا».
لا تؤجل ما أردت قراءته إلى الغد، فالغد سيكون مزدحما أيضا، ولا تؤجل ممارستك للرياضة اليوم، لأن الغد لن يغنيك عما فاتك من أمسك.
تقول الحكمة العربية: لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد. لأن أسوأ العادات الإنسانية هي «التأجيل».
[email protected]