فاقمت الأزمة المعيشية والحالة الاقتصادية الأمراض النفسية المتدهورة أصلا بعد سنوات من الحرب تخللها فقدان الأحبة والتهجير فضلا عن ويلات الحرب نفسها.
وأوضح أستاذ الطب النفسي في جامعة دمشق، ورئيس قسم الأمراض الباطنة في مشفى المواساة الجامعي الدكتور يوسف لطيفة، أن نسبة الأعراض الاكتئابية منتشرة بنسبة كبيرة، مضيفا: «أكثر من دراسة تم إجراؤها سواء في جامعة دمشق أو في الجامعات السورية الخاصة على طلاب الجامعات تدل على أن نسبة الأعراض الاكتئابية أكثر من النسب العالمية المعروفة». وأوضح في حوار مع موقع «أثر»، أن الأمراض النفسية تزداد بسبب الظروف وبالتالي تزداد الاضطرابات النفسية، كمرض القلق والقلق المعمم والاكتئاب واضطراب الصدمات النفسية واضطرابات التكيف أو التلاؤم.
وبرأي لطيفة، انه من بين العوامل التي ساهمت في انتشار هذه الأمراض «ظروف الحياة اليومية والضغوط النفسية التي يتعرض لها الأفراد، وخاصة الظروف التي مرت بها سورية، كلها عوامل تزيد من نسبة الاضطرابات النفسية عامة وخاصة القلق والاكتئاب، وأيضا الإدمان يزداد بدرجة عالية في حالات الأزمات بكل دول العالم، لسهولة الحصول على المواد المخدرة وبسبب نقص الرقابة الصحية».
وحول الشريحة الأكثر تعرضا لهذه الأمراض، يبين لطيفة: «الشباب المراهقون والبالغون النسبة الأكبر، لأن شخصيتهم تكون هشة، خاصة الإناث، حيث تكون شريحتهن هي الأكبر».
ويشير الى ان الأدوية النفسية لا تسبب إدمانا، إلا مجموعة صغيرة جدا منها قد تسبب إدمانا عند عدم التزام المريض بتعليمات الطبيب.
من جانبه، أكد الصيدلي محمد الطويل لـ «أثر» أن هناك زيادة رهيبة بصرف الأدوية النفسية بحوالي 70% عن العامين الماضيين، خاصة أدوية الاكتئاب، مضيفا: «هذه الأدوية لا نصرفها دون نشرة طبية، والمرضى أصبحوا يصرفون النشرة ويكررونها في كل مرة دون الذهاب لمراجعة الطبيب، وتكمن خطورة التكرار في الإدمان عليها».
وتابع الطويل: «توجد أدوية فعالة ومضمونة، وأخرى غير ذلك، وهذا تبعا للشركات المنتجة للدواء، ويعد هذا دليلا على عدم وجود رقابة كافية على تصنيع الدواء».