رحلة الطعام في الجهاز الهضمي هي رحلة «لقمة»، فهل تساءلت يوما كيف يستفيد جسمنا من الطعام؟ وما مصير الغذاء الذي تتناوله؟ وما مراحل الهضم؟ وكيف يمكن فرز المفيد وغير المفيد، والتخلص بعدها من بقايا الطعام أو السموم في الجسم؟!
قال تعالى: «وفي أنفسكم أفلا تبصرون» سورة الذاريات آية رقم «21»، فإذا تفكرنا أو تدبرنا في مكونات الجهاز الهضمي فسنجد إبداع وإتقان المولى عز وجل في خلقه، حيث نجد انه يتكون من جزأين أساسيين وهما: الأنبوب الهضمي والأعضاء الملحقة به، فالأنبوب الهضمي يتكون من الفم، البلعوم، المريء، المعدة، الأمعاء الدقيقة والغليظة، أما الأعضاء الملحقة فتشمل الغدد التي تساعد على هضم «اللقمة» ومنها الغدد اللعابية، والكبد، والبنكرياس.
تبدأ رحلة «اللقمة» ورحلة الهضم حتى قبل إدخال الطعام إلى الفم، وذلك عبر حاستي النظر والشم، فمنظر الطعام ورائحته يقومان بتجهيز الجهاز الهضمي بأكمله، وذلك ببدء إفراز الغدد وتنشيط حركة الأنبوب الهضمي، وبعد إدخال الطعام إلى الفم يتم طحنه إلى أجزاء صغيرة، ويتم إفراز اللعاب الذي بدوره يعمل على ترطيب الطعام وبداية هضمه، وبعدها يبدأ البلع مرورا بالبلعوم، ثم إلى المريء، ومنه إلى المعدة.
داخل المعدة تتعرض اللقمة لنوعين من الهضم: الميـــكانيكي والكيمــــيائي، أما الميكانيكي، فيتم عبر تقلصات عضلات جدار المعدة من أجل مزج «اللقمة» مع إفرازات وعصارات المعدة، أما الهضم الكيميائي، ففيه تقوم المعدة بإفراز عدة عصارات لهضم الطعام.
تنتقل بعدها «اللقمة» إلى الأمعاء الدقيقة لتكملة عملية الهضم ويتم امتزاجها مع العصارات الهضمية وعصارات البنكرياس، والعصارة المرارية أو الصفراوية التي تساعد في هضم الدهون، وبعد أن يتم الهضم يتم امتصاص هذه العناصر الغذائية بالدم ومن ثم إلى الكبد، وبعدها إلى جميع خلايا الجسم للاستفادة منها، وما تبقى من العناصر الغذائية يتم هضمه في الأمعاء الغليظة خاصة الألياف، فهذه المواد غير المهضومة تمر عبر القولون للتخلص منها، وأثناء مرورها تتعرض لعملية الامتصاص خاصة للماء والسوائل وتجفيفها، فتبارك الله أحسن الخالقين، فهل تفكرت يوما في رحلة «اللقمة» التي نتناولها خلال طعامنا أكثر من مرة في اليوم.
فتبارك الله أحسن الخالقين، الذي يسير وينظم كل شيء من الذرة إلى المجرة، وكل ذلك يجري من دون علمنا وشعورنا، فهو الله اللطيف الخبير.